رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سألنى صديق لى هل تعتقد أن ما يحدث فى ليبيا والجزائر والسودان هو من قبيل المصادفة البحتة؟ أجبت بالطبع «لا» غير أنه رغم وجود دلائل ترتقى إلى مستوى اليقين أن ثمة مؤامرة حيكت وتحاك ضد العالم العربى إلا أننى لا أفضل المنهج السهل فى التحليل الذى يعتمد عليه كثير من الباحثين والكتاب فى تفسير الأحداث conspiracy theory أو نظرية المؤامرة.

ومن الأوقع القول إن رد أى قضية محل الدراسة إلى عناصرها الأولية يعتبر الضرورة الموضوعية لفهم أبعادها قبل البحث فى نتائجها وتداعياتها وبالتالى ما تشهده الدول الثلاث الآن وما شهدته دول عربية آخرى من قبل يرجع إلى حالة يمكن ان يطلق عليها «قلة المناعة» أو الضعف العربى مثل المرض الذى يبحث عن أضعف منطقة لكى يصيب الجسد والشىء نفسه بالنسبة للعالم العربى نلاحظ أنه يسهل اختراقه من خلال أضعف ما فيه وهو من وجهة نظرى هشاشة بعض أنظمته وصراع السلطة فيها.

نوضح أنه إذا كان العرب فى قوة ومنعة منذ ان روجت كوندا ليزا رايس نظرية «الفوضى الخلاقة»، التى خرجت من رحم مشروع شيمون بيريز الشرق الأوسط الكبير لما استطاعت أن تؤثر أفكار رايس أو غيرها فى المنطقة العربية وما كنا شهدنا ظاهرة الإرهاب أو محاولة تدمير المجتمعات من الداخل بإثارة التوترات دون أن يكون هناك تدخل خارجى مباشر، وهو ما يعرف بحروب الجيل الرابع.

وعليه سهل عدم وجود إرادة جماعية للعرب انفراط العقد العربى ما شجع البعض على تسويق صفقات مشبوهه مثل ما يُعرف «إعلاميا» بـ(صفقة القرن) على اعتبار أنها حل براق لما يعانيه العالم العربى وهى أى الصفقة ليست إلا أداة من ادوات تنفيذ مخطط لتفتيت العالم العربى إلى دويلات مهمشة ففى العام 2011 الذى مثل بداية ثورات الربيع العربى انقسم السودان إلى سودانيين شمالى وجنوبى بعد أن كانت تاريخياً مصر والسودان فى يوم من الأيام دولة واحدة.

ونضيف لما تقدم أنه حدث توظيف لهذه الثورات ليس لمساعدة الشعوب على النهوض إنما لبث الفرقة بين الشعب الواحد بزرع جماعات وتنظيمات متطرفة فى الأرض العربية وكانت العراق وسوريا المثل الواضح على ذلك لكن المثل الأوضح اليوم فى ليبيا حيث تدار الأزمة الليبية وفق هذا الاتجاه مستندة فى النهاية على الفكرة الأصل المتمثلة فى تحويلها إلى ثلاث دويلات برقة وطرابلس وفزان اما فى الجزائر يوجد حراك شعبى ينادى بالتغيير مثله مثل الحراك الموجود فى السودان وهو فى حد ذاته تطور إيجابى غير أنه لم يتمكن حتى الآن من تقديم بدائل سياسية تترجم عملية التغيير إلى مشروع وطنى رغم الحوار بين المجلس العسكرى الذى تولى ادارة البلاد بعد عزل البشير والقوى المدنية وللحديث بقية الاسبوع المقبل إن شاء الله.