رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يكن من نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية ظهور تأييد غالبية الشعب المصرى لها وحسب، ولكن كان من نتائجها الظاهرة بوضوح حالة الأمراض النفسية التى يعانيها البعض المعارض فى الداخل والخارج؟ أغلب هؤلاء وأولئك من المتأسلمين واليساريين! نفهم أن كل مصرى حر فى رؤيته لهذه التعديلات بالقبول فيجيب بـ«نعم» أو يرفضها فيجيب ب «لا» أو يقاطعها, أما أن يتحول من يرفضها إلى مريض نفسى يحاول توجيه الإهانة إلى من ذهبوا للأدلاء برأيهم فهذا يحتاج منا أن نفهم موقفه هذا: هل هو مدمن لسباب الآخرين وهذا يصنف فى باب قلة الأدب، وفى قول آخر انعدام الأدب؟ أم هل هو حالة من انفصام الشخصية بين ما يدعونه من أخلاق إسلامية كمتأسلمين أو بين ما يدعونه إنسانية وكرامتها عند اليساريين؟ أم هو الهوس فى البراجماتية للوصول إلى تحويل الإيجابيات إلى سلبيات؟

ليست نتيجة الاستفتاء هى ما اتحدث عنها, ولكن أتحدث عن تلك الإهانات للشعب المصرى العظيم الذى يضرب دائماً أروع الأمثلة فى إكرام بعضه البعض, أتحدث إليكم عن ظواهر إكرام لا تحدث سوى فى بلاد قليله منها بلدى وبلدكم العظيم بكم مصر، موائد الإفطار المنتشرة فى المدن الكبرى المصرية ليست مخصصة للمسلمين فقط، بل لكل المصريين الذين يكونون فى الشارع ساعة المغرب، لا تستطيع وأنت تراها أن تفرق بين مسلم ومسيحى جلس ليأكل من رزق الله ولا تستطيع أن تعلم هل من جلس عليها لديه القدره على قوت يومه أم لا ولمدة ثلاثين يوماً؟ بجانب هذه الظاهره الفريده من نوعها توجد ظاهره أكثر تفرداً منها يقوم بها المصريون على مدار العام وتزيد بداً من شهر شعبان وكامل شهر رمضان, وهو من نوع الإكرام يقوم المصريون أفراد أو هيئات كصندوق تحيا مصر ومؤسسة مصر الخير وبنك الطعام و.. إلخ على عمل كراتين لبعض المواد الغذائية لكى يتم إهداؤها إلى البعض ولا ينتظرون منهم جزاءً ولا شكوراً.

البشر الذين يقومون على إهانة من يقوم على فضيلة إكرام المصريين بنعته أنه راشٍ, هم بالتأكيد لديهم خلل عقلى, والبشر الذين ينعتون من يتقبل هذا الأكرام بالمرتشى هم بالتأكيد لديهم خلل نفسى بجوار خللهم العقلى! ولأن المتأسلمين واليساريين قد أرادوا ترويج أن المصريين يعارضون التعديلات الدستورية، فقد كان لزاماً عليهم إخراج أضغانهم وأمراضهم النفسية والعقلية بالتقليل من شأن من نزلوا للأدلاء بأصواتهم! فى الواقع لقد لمست منهما هذه النظرة الدونية للشعب المصرى العظيم أيام وجودى فى ميدان التحرير 2011 وكيف لا وأحدهما يرى نفسه مسلماً بزيادة عن الآخرين (مسلم بلس= متأسلم) والآخر يرى نفسه فوق البشر لدرجة الكمال فى تحقيق المساواة بين البشر بفكره اليسارى البالى النابع من وهم وجود المدينة الفاضلة؟! ليس الأمر هنا لمناقشة رؤيتهما فقد يكون فى العمر ما يسمح بمناقشة هذه الأفكار الباليه والتى لا تمت للواقع وحقيقتهما بصلة, ولكن الأمر هنا هو تسجيل رفضنا لهذه الإهانات المتكررة لرقة حال البعض من المصريين ومعايرتهم لهم بها!

إن لم تكن هذه الأخلاق السيئة شيزوفرنيا (مرض الفصام أو ما يسمى انفصال الشخصية) فهل من الممكن أن تكون انعدام الأدب كما فى صدر المقال؟ يا أيها المتأسلمون واليساريون المرضى, كراتين الطعام ليست سوى إكرام للمصريين وليست كما تدعون أنها رشاوى أو وسيله لتحقيق مكاسب سياسية, ولأنكم تعتقدون أنها رشاوى وتكيلون الإهانة لمن قدم الهدية ولمن تقبلها، فأنتم فى حاجة إلى علاج نفسى وعقلى ولحسن الحظ أنه قد تم توسيع عنبر الخطرين بمستشفيات الأمراض النفسية والعقلية لتكونوا نزلاء دائمين بهم، يقول فيهم رب العزة: «فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون, وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون, ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون»، (سورة البقره-10:12) وصف دقيق من رب العزة لكبر وغرور وإفساد هذين الفصيلين.