رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

 

 

تعانى بعض الجهات الحكومية من سياسة الجزر المنعزلة فبرغم التطور التكنولوجى الكبير ووسائل الاتصال والتواصل التى توفر الوقت والجهد إلا أن الروتين لا يزال ضارباً فى أعماق العمل الإدارى المصرى فكى أحصل على مخالصة بسداد قرض قمت بتسديده من فرع أحد البنوك الوطنية, ذهبت لفرع آخر لذات البنك أقرب لمحل سكنى، إلا أن الأمر استغرق أربعة أشهر من المراسلات بين فرعى البنك الكبير رغم أن قطاع المصارف كان من الجهات الرائدة فى استخدام وسائل التواصل الحديثة مع عملائه وبين فروعه لكن عقلية الموظف الروتينى لا تزال مسيطرة فى الكثير من المواقع.

لكن هناك حالة نجاح كبرى ومشرفة تحطم فيها هذا الروتين المقيت, وهى مبادرة 100 مليون صحة التى نجحت فى الوصول إلى كل مواطن بدءًا من طلاب المدارس, وصولاً لكل فرد فى عمله حكومى أو خاص أو فى مصنعه أو منزله أو فى الشارع, ببساطة تكاتف الجميع لإجراء هذا المسح الطبى الأضخم على مستوى العالم، حيث تم فحص 49 مليون مواطن منذ انطلاق الحملة فى شهر نوفمبر الماضى, كى يتم القضاء على فيروس سى الذى دمر أكباد الكثير من المصريين خلال العقود السابقة وعقب اكتشاف دواء السوفالدى تحول إلى مرض قابل للشفاء بدلاً من السابق وكان يعنى انتظار الموت.

ولا شك أن القطاع الطبى شهد دفعة قوية من خلال الحملات القومية العديدة ومنها حملة مكافحة السمنة والتقزم لطلاب المدارس والكشف عن الأمراض غير السارية «السكر والضغط» والتى تم خلالها جمع كمية هائلة من البيانات ستفيد ولا شك للتخطيط  لمنظومة التأمين الصحى الشامل المزمع تطبيقه من حيث التخصصات الطبية التى يجب التوسع فيها طبقا لنوع الأمراض ومدى انتشارها والتى كشفت عنها تلك الحملات فى كل محافظة وأيضا المراحل السنية، فهناك قدر هائل من المعلومات لم يكن متوافراً من قبل يجب استثمارة فى التخطيط المستقبلى.

لكن من أغرب ما كشفته حملة 100 مليون صحة هو حالة سيدة بإحدى قرى مركز سمسطا ببنى سويف التى توجهت مثل غيرها لإجراء الفحص وجاءت نتيجته إيجابية ولأنها ربة منزل فهذا يعنى حصولها على الدواء مجاناً على نفقة الدولة، لكن كانت هناك مفاجأة غير اكتشافها إصابتها بالمرض ألا وهى أن بيانتها على الكمبيوتر أشارت إلى أنها تعمل موظفة بمجلس مدينة بنى سويف منذ عام 2010..! وعليه ستحصل على العلاج من التأمين الصحى, وتذكرت أنها تقدمت بالفعل إلى تلك الوظيفة لكن لم يصلها رد بالقبول أو الرفض ونسيت الموضوع لتفاجأ به عند طلب العلاج. والسؤال: من استكمل مسوغات التعيين من كشف طبى, وكعب عمل, وفيش وتشبيه, ورقم تأمينى..؟ ومن كان يحصل على الراتب طوال تلك السنوات؟ ولولا اكتشاف أن صاحبة الواقعة مصابة بالفيروس لكان هناك من يستحل ذلك الراتب, وظل يحصل على راتبها طوال العمر, لكن لكل أمر مهما طال نهاية ووجدت تلك السيدة علاجاً لمرض كانت تجهله علاجاً ولو تأخرت فى اكتشافه لقضى عليها، ومن جهة أخرى أصبحت حالتها نموذجاً للفساد داخل بعض المواقع الحكومية, و100 مليون سلام وتحية لكل من أسهم فى حملة القضاء على فيروس سى.