رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الأوضاع لن تتغير، وأفضل شيء يمكن أن يحدث هو تحسينها..وهذا أكثر ما يمكن الحصول عليه أو الوصول إليه.. وهذا ينطبق على الأفراد وكذلك الحال على الدول.. وغير ذلك يحتاج الى عبقرية فردية نادرة لا تتحقق للكل من الافراد أو الدول!

ونصيحة..لا تطلبوا أكثر من ذلك، ولا تأملوا في خطوة واحدة أبعد من ذلك، حتى لا ترهقوا أنفسكم وتشعروا بالعجز والإحباط وقلة الحيلة، وتعيشوا طول عمركم تندبون حظكم وتلعنون اليوم الذي ولدتم فيه لأنكم فشلتم في تغيير أوضاعكم بسبب الظروف الصعبة أو الآخرين الذين وقفوا ضدك ولم يساعدوك!

وهذا الكلام ليس للتعجيز وتكسير المجاديف.. وأضرب لك مثالاً.. فكل الذين سافروا للخارج للعمل أو التعليم لم يستطيع معظمهم أن يغيروا من أوضاعهم ولكن حسّنوا من أوضاعهم.. وقلة قليلة جداً، قد لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة هي التي تمكنت من تغيير حياتهم بالكامل.. من الفقر الى الغنى، ومن الفشل المريع الى النجاح الباهر، ومن الحياة في الظل والعوز الى حياة الشهرة والمال.. فهناك احمد زويل واحد ومجدي يعقوب واحد وفاروق الباز واحد.. ولكن الأكثرية هم الذين تمكنوا بجهد وتعب شديدين الانتقال بالعافية من مستوى تعليمي اقل الى مستوى أكبر، ومن وظيفة بسيطة الى وظيفة كبيرة ومنصب صغير الى منصب كبير.. وهذا ينطبق على كل من هاجروا وتركوا بلادهم.. وينطبق كذلك على الذين ظلوا في بلادهم ولم يسافروا!

وهل معنى ذلك لا تفعل شيئاً، وتستسلم للواقع ولمعيشتك.. الحقيقة أنني لم أسع، أو أحاول الوصول الى ذلك، وإنما أردت ان نتخلص من أوهام التغيير الكامل والشامل ونتوقف عن الاستسلام للأحلام المستحيلة، وعدم العيش في عالم افتراضي، نحاول من خلاله تصميم مدن فاضلة لن تتحقق، لأن الاستغراق في هذه الخيالات والخزعبلات لن تؤدي بالشخص، إلا أن يكون واحدا من اثنين.. إما إرهابي يقتل الجميع، سعياً للخلاص الفردي بدخول الجنة والحياة اللذيذة على أنهار العسل واللبن والخمر وحولك حور العين.. وهو لا يدري أن آخرته النار.. أو فاسد يسعى في الأرض فساداً لتحقيق كل احلامه مرة واحدة وفي أسرع وقت.. ومن المؤكد سيكون مصيره السجن!

والناس في مصر، من بعد ثورة ٢٥ يناير طموحاتها أصبحت بلا سقف وبلا نهاية.. وتصوروا أنه يمكن أن يكون الجميع من الأغنياء، إن لم يكونوا من أغنى الأغنياء، وأن تكون بلدهم أحسن دولة في العالم، إن لم تكن الأفضل عن كل بلاد العالم.. ولما مرت الايام والسنوات ووجدوا أنفسهم يزدادون فقراً، واحتياجاً، وأن بلدهم في الحقيقة لا أفضل ولا أحسن دولة.. شعروا بالإحباط والحزن، وانتاب الجميع حالة من اليأس وتحول كل كلامهم الى شكوى مرة من كل شيء، واحتجاج واعتراض على أي شيء.. بلا داع أو مبرر سوى أن الجميع عاش في أوهام التغيير الشامل الكامل، ولم يرتضوا، على الأقل في البداية، بالاكتفاء بتحسين الاوضاع.. والانتقال من الحسن إلى الأحسن.. لأن هذه هي امكانياتنا، وهذا ما نستطيع تحقيقه في هذه المرحلة!

[email protected]