رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

 

 

 

عن اللاجئين الجُدد.. القدامى.. المواطنين العرب «المُسلمين بصفة خاصة».. وهذه ليست رؤية تشاؤمية ولا تندرج تحت إطار «نظرية التآمر» Conspiracy theory المُصطلح الاتهامى سابق التجهيز، الذى يُطلقه علينا كثير من زملاء لنا فى المجال الإعلامى الغرب أوروبى، حينما ندخل معه فى نقاشات حوارية حول قضايا الهجرة، سواء الشرعية أو غير الشرعية.

فكل ما يتصل بالتواجد البشرى غير الأوروبى على أراضيهم يُثير الحساسية، ويُخرج المستور، وبتعبير أكثر دقة «المُختبئ فى نفوسهم» الذى يتراوح بين الرفض المُقنَع للغير، والعُنصرية المُخبئة تحت الجلد.

ومن هُنا جاء تعبير «لا أحد يُريدهم – لاجئين أوروبا» الذى استعرته من اسم دراسة حديثة لكتاب الزميلة الهولندية Linda Polman، التى حضرت مؤخرًا واحدة من احتفاليات تدشين كتابها فى إحدى أهم المكتبات الهولندية العريقة فى لاهاى «عاصمة هولندا السياسية التى يُطلق عليها مدينة العدالة الدولية».. الكتاب الذى طرحت فيه سؤالاً مُهماً بقولها «ثمانون عامًا من اللاجئين فى أوروبا: هل تغير أى شىء حقًا؟ » وهو سؤال استنكارى أرادت به توضيح أنه لم يتغير شيء على مدار ثمانية عقود زمنية فى سياسة أوروبا تجاه اللاجئين.

بداية يجب أن نعترف بوجود Cultural clash صدام ثقافى حتى اللحظة قائم بين الشرق والغرب، ولم تنجح العلاقات السياسية أو التجارية بين الدول فى رأب الصدع، أو حتى تقريب مسافات الخلافات، حقيقة تُعقد من وقت لآخر مُنتديات ومؤتمرات وورش عمل، بعضها فقط تتفق أهدافها مع عناوين مثل هذا اللقاءات الدولية، لكن مُعظمها يكون حقاً فى الظاهر يُراد به باطل، وتنتهى بتوصيات لعبارات إنشائية براقة، تبهت ألوانها بمرور الوقت - وتُعاد الكًرة من جديد.

كتاب الصحفية الهولندية - ليندا بولمان - عن «إدارة سياسة اللاجئين» الأوروبية تناول الملف الشائك بصراحة منذ صيف عام 1938 فى أول قمة دولية حول أزمة اللاجئين فى أوروبا بمدينة Evian إيفيان الفرنسية الفخمة، حينما تزايدت أعداد اليهود الذين حاولوا آنذاك الفرار من المنطقة النازية وظهرت فى حينه الحاجة العاجلة لأماكن تستقبل اللاجئين.

ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم كانت وما تزال كل الحجج التى تقدمها كل حكومات أوروبا الغربية بعدم السماح للاجئين بالدخول إلى أراضيها هى: لن يكون «المهاجرون» متفقين مع المعايير والقيم الوطنية والعادات والتقاليد، ويريدون الاستيلاء على الوظائف والمنازل، وتهديد التماسك فى المجتمعات الأوروبية.

التوصية الوحيدة التى خلص إليها مؤتمر Evian هو ازدراء ألمانيا النازية وقول: «لا أحد يريدهم».

تبحث الكاتبة الصحفية «ليندا بولمان» تطور سياسة اللاجئين الأوروبية منذ عام 1938، حيث تناولت المرحلة من مؤتمر مدينة إيفيان الفرنسية، إلى أحداث مُعسكرات اللاجئين بعد الحرب فى أوروبا الغربية، عبر «الجيوب الآمنة» فى البلقان فى التسعينيات، إلى مخيمات اللاجئين الضخمة فى القارة الأفريقية، حيث تنفذ مفوضية الأمم المتحدة «سياسة الاحتواء» فى أوروبا، «تغليف» مشكلة اللاجئين، وتنتهى دراستها فى كتاب «لا أحد يريدهم» فى مدينة ليسبوس اليونانية، التى تضم أكبر مركز لأزمة لاجئين أوروبية منذ عام 1938.. وللحديث بقية.

‏elsobky. [email protected] com