عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

في الوقت الذي مني فيه الارهاب بهزائم كبيرة اضطر معها الى التخلي عن مواقع استراتيجية مكنته في يوم من الايام، من إعلان ما أسماه بدولة الخلافة في رقعة كبيرة من الأراضي العراقية والسورية، نفاجأ بين الحين والاخر بأعمال إرهابية تقع في اماكن غير معتادة من العالم. وربما تكون هذه الاعمال من تدبير وتنفيذ بعض الجماعات الارهابية المعروفة، التي نكب بها العالم من امثال القاعدة وداعش، او بفعل جماعات أصغر واقل شأنا، والتي تنتشر في كل قارات الدنيا مثل بوكو حرام في افريقيا او جماعة التوحيد الاسلامية التي ظهرت مؤخرا في سريلانكا، الواقعة في جنوب القارة الاسيوية. وعلى مدى عقد كامل من الزمان نعمت فيه سريلانكا بالهدوء والسلام، بعد حقبة كانت فيها هذه الجزيرة الاسيوية اسما بارزا في نشرات الاخبار العالمية، بسبب الحرب الاهلية التي دارت فيها بين الدولة وجماعة نمور التاميل الهندوسية المتمردة، بين عامي 1983 و 2009 والتي انتهت بانتصار الدولة. عادت سريلانكا لتتصدر نشرات الاخبار بسبب حوادث ارهابية استهدفت كنائس وفنادق فاخرة في العاصمة كولومبو،اثناء احتفالات عيد الفصح، واسفرت عن سقوط ما لا يقل عن مائتين وتسعين قتيلا واصابة حوالي خمسمائة جريح.

وقد اعلنت الحكومة السريلانكية ان جماعة التوحيد الاسلامية هي التي قامت بهذه الهجمات، وفي نفس الوقت اعلن متحدث رسمي ان تنفيذ مثل هذه العمليات الكبيرة يفوق قدرة الجماعات المحلية الصغيرة وانه لابد وان تكون هذه الجماعة قد حصلت علي دعم من شبكات ارهابية دولية وهو ما مكنها من القيام بمثل هذه العملية الكبيرة التي تطلبت درجة عالية من التنسيق بنجاح. ومن المفارقات ان حكومة سريلانكا كانت قد تلقت معلومات مخابراتية حول عزم جماعة التوحيد الاسلامية القيام بعملية ارهابية، وعلي الرغم من ذلك لم تستفد الدوائر الامنية المسئولة من هذه المعلومات البالغة الاهمية في احباط العملية قبل وقوعها، الامر الذي تجري فيه تحقيقات موسعة لمعرفة سبب هذا التقصير.وكسائر العمليات الارهابية الخسيسة اسفرت هذه الاحداث عن سقوط ضحايا لا ذنب ولا جريرة لهم في اي شيء غير ان قدرهم وحظهم التعس أوقعهم في اماكن الاحداث ساعة حدوثها. وربما كانت فاجعة الملياردير الدنماركي اندرس بولسن تشير بوضوح الي هذه المأساة حيث فقد هو وزوجته ثلاثة من ابنائهما الاربعة في هذه الاحداث… وكانت العائلة تمضي عطلة عيد الفصح في جزيرة سريلانكا.

وكان بين القتلي في هذه الهجمات مواطنون من الهند وبريطانيا وتركيا والبرتغال والولايات المتحدة. . وتؤكد هذه الهجمات من جديد ان الارهاب لا وطن له، وان جميع البشر مستهدفون من هذه الجماعات التي نذرت نفسها لمهمة غير مقدسة وهي اثارة القلاقل وحرمان البشرية من العيش بسلام. ومن اجل تحقيق أوهامها فإنها تعتمد علي مجموعة من الرعاة، وتخلق جوا من الاحباط الذي يتغذي علي التطرف والمظالم. وقد رأينا بالامس القريب ان الارهاب ضرب في نيوزيلندا ذلك الركن القصي من المعمورة، وكان الضحايا من المسلمين الذين قتلوا غدرا أثناء صلاتهم وتعبدهم في مسجدين من ضواحي مدينة كرايست تشيرش. وفي هذه المرة كان الضحايا من رواد الكنائس، ولا فارق في الواقع بين هؤلاء وأولئك، ففي كل الاحوال المعتدون مجرمون ولا مبرر لافعالهم الشريرة، والضحايا مسالمون يفقدون ارواحهم الطاهرة بلا ذنب اقترفوه. وفي هذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير الي رجال القوات المسلحة والشرطة المصريين الساهرين علي أمن وأمان الوطن وحمايته من عبث وغدر الارهابيين.