رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

رأينا فيما سلف من القول كيف ارتبط القانون الإسلامى «بمصدره الأول القرآن الكريم» بالدعوة الإسلامية، ومشى معها على الصراط المستقيم من مرحلة الإقليمية «وأنذر عشيرتك الأقربين» إلى مرحلة العالمية «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» «إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين».

ولقد تجلت آيات العالمية تلك فى تبليغ رسالة الإسلام إلى كافة الشعوب عن طريق حكامها من ملوك وأباطرة وأمراء.

«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» وقد نرى ذلك كصورة عملية فى الكتب التى بعث بها النبى فى السنة السادسة من الهجرة «688 ميلادية» إلى عظماء ملوك ذلك الزمان إذ فى هذه السنة أرسل الرسول كتابًا إلى هرقل قيصر الروم، وإلى كسرى ملك فارس والمقوقس حاكم مصر والحارس الغسانى ملك الحيرة والحارث الحميرى ملك اليمن وإلى النجاشى ملك الحبشة، وفيها تدور حول هذه المعانى، «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبدالله إلى هرقل قيصر الروم، السلام على من اتبع الهدى أما بعد أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».

ونقرأ فى كتاب النبى صلى الله عليه وسلم إلى كسرى عظيم فارس: «من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك برعاية الله عز وجل فإنى رسول الله إلى الناس كافة، ولأنذر من كان حيًا ويحق القول على الكافرين، وأسلم تسلم، فإن توليت فإن إثم المحبوس عليك».

ونفس الرسائل أرسلت كما أشرنا إلى حكام العالم أجمعين فى ذلك الزمان الدعوة إلى الإسلام حيث السلام.

<>

ونتوقف عند المقوقس حاكم مصر ومن المعروف أن تلك الرابطة خلقت للمسلمين أصهارًا وأنسابًا من مصر: فإن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام من زوجته المصرية هاجر، وتزوج النبى عليه الصلاة والسلام من «مارية القبطية» المصرية وأنجبت له ابنه إبراهيم.

وهنا نفتح صفحة جديدة كلها نور وعلم وايمان «ومصر تفتح ذراعيها مرحبة بالإسلام والمسلمين».

وسوف نرى التحول الجامع فى مصير مصر الحضارى والتاريخى إذ تخلت مصر نهائيًا عن دينها ولغتها وقانونها وفتحت ذراعيها لاستقبال الإسلام: فلقد اعتنق المصريون الإسلام ديناً، وتكلموا اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وأصبحت الشريعة الإسلامية منذ الفتح العربى شريعة البلاد العامة وأشرقت الأرض بنور ربها وفى ظلها الظليل نعايش كيف رحب المصريون اعتناقًا للإسلام فكرًا وعقيدة ومصيراً، ونصطحب هذا النور فى موكبه الخالد مع قادم هذه الدراسة.

ودائمًا وأبدًا «إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان».