رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

لا تصدق أن الفيس بوك ضار جداً بالصحة.. وأن كثرة تداوله تؤدى إلى الوفاة.. فما هو إلا منتج مجتمعى نصنعه بأيدينا ونخرج منه الصالح والطالح.. ورغم أن الفيس بوك عالم افتراضى وقد يكون فيه أشخاص من الوهم والخيال.. فإنه فى النهاية يكشف حقيقة المجتمع خيره وشره.. تابعت على الفيس بوك من جرائم وكوارث بشرية وأيضاً بشائر أخلاقية تكشف عن معدن هذا الشعب الطيب.. ربما يكون الانحراف أثناء تطبيق القانون أمر شاهدناه وكان أحد أسباب ثورة يناير وربما الأمر تغير الآن بعض الشىء، ولكن الغريب أن تشاهد بالفيديوهات والصور حالة القسوة التى تنتاب بعض المواطنين وهم يطبقون القانون بأيديهم عند سقوط لص وكم من الضرب الذى يتعرض له حتى تتوه ملامحه وسط الكدمات وكلها اعتداءات مواطنين قبل تسليمه.. وفيديو بث مباشر لشخص يعترف بأنه تاجر مخدرات، ويرشد عن أشخاص بالأسماء بينهم رجال شرطة بسمنود، ولا نعرف هل يقول الصدق أم يدّعى وهل وصل هذا الفيديو رغم شهرته إلى رجال الداخلية.. وانتشر فيديو حفل غنائى لظاهرة صوتية غريبة يطلق على نفسه «مطرب شعبى» تزاحم فيه مئات الشباب والشابات الصغار ولم يخلُ من التحرش.. وعلى جانب الخير اشتهر فيديو مدير المدرسة بمحافظة أسيوط الذى قام بتقبيل يد عامل النظافة أمام التلاميذ لتفانيه فى العمل وكانت رسالة خير وحب من شأنها بث روح إيجابية.. وتأتى القنوات الفضائية لحصد كل تلك الرسائل بعد أن أصبح الفيس بوك هو المصدر الرئيس للإعلام الذى يعتمد عليه مؤكداً ضعف إمكانيات معدّى تلك البرامج والاعتماد على التواصل الاجتماعى وأصبح إعلام «عبّى هواء».. أرجوك قبل أن تحكم على الفيس بوك أنه مصدر شر عليك أن تعترف بأن الإعلام أفلس وأصبح يتبع الفيس بوك شبراً شبراً وذراعاً بذراع حتى لو دخل جحر ضب تبعتموهم.. بل إن أمراض الإعلام انتقلت إلى الفيس بوك وانتشر جنون الموزيكلى، وهو عبارة عن مشهد تمثيل وحركات الجسد مع أغنية أو اسكتش صوتى وقد يصل الأمر إلى خلع الممثلين ملابسهم أمام الكاميرا أو اختيار أغنية هابطة أو اسكتش صوتى خادش للحياء.. كارثة أخلاقية لا تجد من يوقفها.. لا نستطيع أن ننكر أن الفيس بوك تسبب فى نشر الشائعات والكذب.. ولكن هل استورد هذا الكذب من الخارج أم أنها أمراض مجتمع.. علينا إصلاح أنفسنا بعيد عن إلقاء التهم على الفيس لأنه مجرد مرآة نشاهد فيها خطايانا.. وفى النهاية لن نرى «فيس» الحقيقة. لقد أصبح الفيس يقود الرأى العام ولا يجد من يقوده بعد أن هرم الإعلام وهرمنا من الكذب.

[email protected] com