رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الهروب إلى الأمام، هو أدق وصف يمكن أن يقال عن آخر قرار اتخذه هذا الأسبوع، السيد على خامئنى، مرشد الثورة فى إيران، وصاحب القرار الأعلى فى البلاد، رغم وجود رئيس منتخب اسمه حسن روحانى، بل رؤساء منتخبون تعاقبوا على المنصب! 

القرار الذى اتخذه مرشد الثورة، كان قرارًا بتعيين اللواء حسين سلامى، قائدًا للحرس الثورى الإيرانى، خلفًا للواء محمد على جعفرى.. والحرس الثورى الإيرانى، لمن لا يعرف، هو بمثابة الجيش الموازى الذى أنشأته ثورة الخمينى عند قيامها فى فبراير ١٩٧٩!.. وكأن عقيدة الثورة قد آمنت وقتها، بأن ولاء جيش الشاه الذى قامت عليه هى، لن يكون ولاءً خالصًا لها، فقررت أن يكون لها جيشها الخاص.. أو هكذا كانت تفكر! 

وقد سارعت وكالات الأخبار التى نقلت نبأ تعيين سلامى، فأشارت إلى أن الذين يتابعون الأحوال فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانوا يتوقعون خبرًا كهذا، ولكنهم كانوا يتوقعونه بشكل مختلف.. وهذا الشكل المختلف هو أن يكون قاسم سليمانى قائدًا جديدًا للحرس الثورى، وليس حسين سلامى! 

فقاسم سليمانى هو قائد ما يسمى بفيلق القدس، التابع للحرس، وهو فيلق قوى للغاية، وصاحب يد نافذة ومؤثرة فى عدد من الدول المجاورة لإيران، وقائده كان يبدو فى كثير من الأحوال محلًا لثقة خامنئى، وكان يظهر فى العراق.. مثلًا.. فى مرات كثيرة، وكأنه صاحب قرار فيها، وكان يتحرك على قدر من الثقة بالنفس، وبتأييد المرشد له فيما يفعله، باعتبار أن فيلق القدس ذراع ممتدة من أذرع الحرس فى كل اتجاه! 

ولكن المرشد خالف كل التوقعات.. صحيح أن سلامى كان نائبًا لجعفر، ولكن اسمه لم يكن مطروحًا فى بورصة توقعات تغيير على هذا المستوى! 

والذين يعرفون القائد الجديد للحرس الثورى يقولون عنه إنه من أنصار المواجهة مع اسرائيل فى سوريا، التى تتواجد فيها ايران بقوة منذ سنوات، وبالذات منذ عام ٢٠١١، وكذلك مع اسرائيل فى لبنان، وبالتحديد مع حزب الله فى الجنوب اللبنانى! 

ولو صحت هذه التوقعات والقراءات، فإن معناها أن مجيء سلامى هو لهدف محدد فى ذهن المرشد، الذى يبدو هذه الأيام فى وضع لا يُحسد عليه، من حيث علاقته المتدهورة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالذات مع ادارة الرئيس دونالد ترمب! 

فهل جاء الجنرال حسن سلامى لنقل المعركة من مستوى الداخل، حيث تدور دون صخب بين نظام المرشد وبين الذين ضاقوا من سياساته فى الإقليم وعانوا من عواقبها، إلى مستوى الخارج مع تل أبيب، سواء كان ميدانها سيكون على الأراضى السورية أو اللبنانية ؟! 

هذا هو الواضح حتى الآن!