رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

 

سؤال أول: ما هى صفقة القرن؟

الإجابة: مبادرة لإدارة ترامب تقول إنها تستهدف إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى تماماً.

سؤال آخر: ماذا تقول المبادرة؟

الإجابة: إقامة منطقة حكم ذاتى فلسطينى للمناطق المحددة سلفاً فى اتفاق أوسلو دون إعلان دولة فلسطينية، مقابل تقديم مبالغ مالية ضخمة جداً للفلسطينيين لعمل استثمارات تنموية ومشروعات كبيرة بهدف تحسين مستوى معيشتهم.

سؤال ثالث: هل الصفقة قابلة للتطبيق؟.. وإن لم يكن فما هو الغرض منها؟

الإجابة: تطبيق الصفقة مستحيل لأنها تمنح أموالًا - أى لا شىء - مقابل وطن لا تملكه السلطة الفلسطينية الحالية، وبمنتهى البساطة فإن الغرض من الصفقة تكتيكى. إن إدارة ترامب تعلم يقيناً أن الفلسطينيين لا يمكن أن يوافقوا على الصفقة المشبوهة، وما يريدونه هو أن يقولوا إنهم قدموا مبادرة سلام لتسوية القضية الفلسطينية ورفضها الفلسطينيون، وأن العرب هم أعداء السلام.

القصة ببساطة أن مهندس صفقة القرن هو جاريد كوشنر وهو رجل أعمال أمريكى يبلغ من العمر 38 عاماً، وشاء حظه السعيد أن يتزوج من إيفانكا ابنة دونالد ترامب، وللرجل استثمارات ومشروعات متنوعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإسرائيل، وقد عينه ترامب مستشاراً سياسياً له.

فى واشنطن قبل أسبوعين التقيت المحلل السياسى الأمريكى بول سالم، وهو واحد من أهم المعنيين بقضايا الشرق الأوسط، ويدير مركز دراسات متخصصًا فى هذا الشأن، وقال إن «كوشنر» لا يفهم فى السياسة، ولا يعى التاريخ، وإن ما يقوله ويطرحه لا يتسق مع الواقع. ويتوقع «سالم» أن يرفض العرب والفلسطينيون الصفقة المشبوهة تماماً، وهو ما يسعى إليه «كوشنر» نفسه، للتدليل على معاداة العرب للسلام.

أما القول بأن الصفقة تتضمن إقامة وطن للفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء أو فى الأردن فهو افتراء مقصود من جحافل الإخوان والأنظمة الداعمة للإرهاب فى قطر وتركيا بغرض نشر الكراهية وإشعال غضب «الجهاديين المرتزقة» للقيام بأعمال إرهابية جديدة ضد مصر.

سؤال أخير سألته لشخص نافذ ومطلع وقريب من دوائر صنع القرار: هل تقبل مصر صفقة القرن المزعومة؟

والإجابة قاطعة: الموقف لا يحتمل قولين، مصر سترفض أى حل لا يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ورغم دفء العلاقات المصرية الأمريكية وازدهارها وقرب الإدارة الأمريكية من مصر واعترافها بأهمية الدور الذى تلعبه فى الشرق الأوسط، فإن هناك ملفات عديدة مختلفًا عليها.

لقد أعجبنى توصيف أحد مسئولى الخارجية الأمريكية فى واشنطن للعلاقات مع مصر، إذ قال إنها تشبه كابل كهرباء يضم حزمة أسلاك متعددة، بعضها يخص العلاقات الاقتصادية والبعض الآخر يخص التعاون العسكرى والأمنى والبعض يتعلق بالطاقة والتعليم وغيرها، ومعظم تلك الأسلاك قوية ومتينة لكن قد توجد بعض الأسلاك التى تعوق اختلافات وجهات النظر قوتها.

لقد قدمت مصر للقضية الفلسطينية شبابها وعتادها وكنوز خزائنها وجهود دبلوماسيها وساساتها، وستبقى رغم مشكلاتها وتحدياتها خير داعم وخير سند وخير معين. هذا قدرها.

والله أعلم.

[email protected]