رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

مساء اليوم نطوى صفحة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ولكن لن تجف الأقلام التى ستستمر فى تسطير الأفكار الخلاقة لملاحقة حلم المصريين فى بناء الدولة التى وضعوا قواعدها يوم 30 يونيو 2013.

الساعات القادمة حتى الساعة التاسعة مساء تعتبر الفرصة الأخيرة أمام المصريين الذى لم يدلوا بأصواتهم للتوجه الى اللجان المقيدة أسماؤهم أمامها ليعبروا عن رأيهم فى التعديلات الدستورية، حصاد اليومين السابقين فى الداخل، والثلاثة أيام فى الخارج رسالة مبهرة وجهها المصريون الى العالم، تعكس مناخ الاستقرار والديمقراطية الذى هيأ للجميع ممارسة حقهم السياسى بحرية ونزاهة، تعامل المصريون الذين تسابقوا إلى صناديق الاستفتاء لتلبية دعوة الهيئة الوطنية للانتخابات لهم على أنها نداء من الوطن لممارسة حق وواجب يؤدونه نحو وطنهم، وما استجابة الملايين خلال اليومين الماضيين للنداء إلا ترجمة حقيقية عن رضاهم عن التطور الاقتصادى والسياسى الذى حدث فى البلد خلال الست سنوات السابقة مقارنة بالسنوات العجاف التى سبقت 30 يونيو.

المصريون شعب مبهر، يعرف متى  يصطف بجميع أطيافه وقت الخطر ووقت البناء، مظاهرات الحب التى سار فيها الشباب والكبار وأصحاب الاحتياجات الخاصة نحو لجان الاستفتاء، وهم آمنون وسط إجراءات وفرتها لهم قواتهم المسلحة وشرطتهم استفتاء آخر على رضاء الشعب عن قيادته السياسية ولطمة قوية على وجه أهل الشر الذين حاولوا تصدير الإحباط للمصريين وتحريضهم على مقاطعة الاستفتاء، ودليل جديد على أن المصريين كشفوا أباطيل أهل الباطل، ولن يسيروا خلف الناس «الحافظين» مش «فاهمين». لقد شاهدنا هذا الصنف من البشر يرددون كلاماً كالببغاوات، هو ليس أفكارهم الشخصية ولكنه كلام كان يملى عليهم لبخّه فى وجه المجتمع!!

الأفكار المدسوسة أو المعلّبة لا تعنى المعارضة، فالمعارضة الوطنية لها قواعد وأصول، هناك فرق بين الرأى البناء والكلام الهدام، والمصرى أصبح يفرق بين الغث والسمين، وقرر لفظ أصحاب الأفكار الموجهة للهدم، وانحاز للدولة لاستكمال البناء، وعندما ينتهى العرس الديمقراطى اليوم، وتعلن خلال الساعات القادمة نتائج الاستفتاء، تدخل مصر مرحلة جديدة تبدأ من مجلس النواب أيضاً فى مراجعة ملف الإصلاح السياسى وهو إعداد مشروعات القوانين المطلوبة لتنفيذ التعديلات الددستورية وهو المطلوب فى المرحلة القادمة ليسير الإصلاح الاقتصادى إلى جنب الاصلاح السياسى لنبهر العالم مرات أخرى. هذه الإنجازات ما كانت تتحقق لولا مناخ الاستقرار الذى تعيشه مصر فى ظل قيادة حكيمة جمعت حولها الشعب فى حب أظهر المعدن الأصيل، وكشف الذهب  من التراب واستعاد ثقة الملايين فكان هذا الخروج المشرف لممارسة حق مهم من الحقوق السياسية وتابعه العالم باحترام يليق بمكانة مصر، باختصار أيام الاستفتاء، وما قبلها من مناقشة التعديلات الدستورية فى مجلس النواب كشفت الشعب الفاهم من القلة الحافظة!!