رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

 

 

فى الأسبوع الماضى حينما كتبت عن الهوية المصرية التى ضاعت تماما فى حفل اتحاد الكرة، أرسلت لى إحدى الصديقات تعتب عليّ وتقول (الحفل كان مشرفًا جدًا ولا كنتى عايزاهم يفضحونا بالفنون المصرية) ياللهول على رأى أستاذنا يوسف بك وهبى هل أصبحت الفنون المصرية فضيحة إلى هذا الحد، وأى فهم قاصر وغير وطنى وتافه يتصور أن استجلاب فرقة فى حفل أفريقى يرتدى الراقصين فيها ملابس الحمار الوحشى مشرفا أو مناسبا، هل سيأتى اليوم فيه نشعر بالعار من الفنون المصرية واللهجة المصرية والأكل المصرى وحتى من كوننا مصريين؟ إن هناك شعوبا صغيرة وحديثة تبحث وتحاول أن تدعم هويتهم وتحتفى بكل تفصيلة صغيرة كانت فى حياتهم، حتى ولو كان مبنى بسيطًا بالطوب اللبن أو كنكة أو حتى صورة.

إن الهوية هي التاريخ والمعتقدات الدينية والعادات والتقاليد واللغة وهى نتيجة فترات الصراع والنجاح والإخفاق التى عشناها، وهى كل ما يحيط بنا من وسائل العيش فى حياتنا مثل المأكل والمشرب والفنون التى يتداولها الأجداد والشعر والحكايات وهى تاريخنا كله، انها مصر المتنوعة والغنية فى فنونها وحياتها مصر التى حافظت على هويتها رغم كل الحملات الاستعمارية منذ القدم.

فهل نحن وتحت الحكم المصرى الوطنى نمحو هويتنا ونشعر بالعار منها؟

وهل هانت علينا أنفسنا إلى هذا الحد؟

 لقد ظهرت بعد افتتاح الدورة الإفريقية جوقة من الرياضيين والاعلاميين ليشيدوا بالعرض ونظامه فهل النظام هو المنشود؟ ألم تتعلموا من الهند كيف تحافظ على رقصاتها وملابسها وأكلاتها ألم تتعلموا من إفريقيا نفسها كيف يقدمون فنونهم فى حفلاتهم؟ ألم تفهموا لماذا افتتحت اليابان الأوبرا المصرية بفن الكابوكى؟ إنهم يرسلون رسالة للعالم أننا دولة عريقة تنظر للمستقبل وتفخر بماضيها.

وفى هذه الأيام التى تعانى فيها مصر من الداخل والخارج وتحاول أن تنهض، ألم تكن هذه مناسبة كبيرة وهامة لتعلو هامة مصر الفنية والثقافية؟

لماذا لم يستعينوا بمتخصصين فى الفنون حتى يقدموا العرض؟ وهل يا ترى سنرى نفس الفوضى والفضيحة التى حدثت فى روسيا على أرضنا هذه المرة؟

إن مصر هى النوبة والأقصر وأسوان وهى سيناء بشمالها وجنوبها وهى الساحل الإسكندرانى والبور سعيدى وهى الصعيد الجوانى والبرانى وهى القاهرة والقلعة والعشة والقصر.

 إن مصر غنية وكبيرة جدًا أكبر من أمخاخكم الصغيرة ونفوسكم غير الصافية.

وتعلموا يا سادة أن الوطنية ليست أن تقدموا لنا فرقة هزيلة تهتف فى آخر العرض تحيا مصر، بل الوطنية أن نعمل جميعا من أجل مصر.