رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يواصل المصريون بالداخل والخارج القيام بواجبهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية من أجل الاستقرار  وحماية مدنية الدولة واستكمال مسيرة الإصلاح الديمقراطى ودعم سياسات البناء. ولن يكون وقوف الملايين  فى طوابير أمام لجان  التصويت سخرة لأحد ولا فعل استئجار ولا أمر تكليف أو اغراء مقابل منفعة، ولكن ما تقوم به الملايين من أبناء الشعب بالوقوف فى طوابير طويلة طواعية، هو فعل السيد لهذا  البلد، الشعب يمارس سيادته فى بث الروح فى الدستور، لأن ما حدث خلال الأيام الماضية وهو الدور العظيم الذى قام به مجلس النواب حتى وصلت التعديلات الى يد صاحب الأمر والنهى وهو الشعب مجرد خطوة  تظل حبراً على ورق الى أن يعتمدها الشعب الذى يقدر دستوره باعتباره الوثيقة الأسمى والقانون الأعلى  وقمة الهرم التشريعى الذى يفتح أمام الشعب  طريق المستقبل ويصون حرياته  ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدته الوطنية ويحقق المساواة فى الحقوق والواجبات دون تمييز.

الشعب المصرى هو السيد فى الوطن السيد ، فهو أمام مهمة قومية، والصوت فى صندوق  الاستفتاء يستحق أى مجهود يقوم به من له حق ممارسة المشاركة لأن الصوت لبنة فى بناء الوطن،  وخنجر فى صدر دعاة الظلام والإظلام والمتآمرين من  قوى الشر،  ووأد محاولات الهدم والإرهاب التى يخطط لها الكارهون لتقدم هذا البلد.

ان كثافة المشاركة الجماهيرية هى التى كتبت النجاح لثورة 30 يونية التى خلصتنا من حكم الاخوان الفاشي،  ودفعت بنا الى آفاق وطنية أكثر رحابة، بحماية  الجيش للإرادة  الشعبية، وكانت هذه الثورة هى اشارة الى ماض زال، وبشارة بمستقبل  يتطلع الى الانسانية كلها، فلا بد أن يثبت المصريون الذين قاموا بهذه الثورة انهم قادرون على استلهام الماضي، واستنهاض الحاضر، وشق الطريق الى المستقبل، وعلاج جراح الماضى التى كانت وراء عصابة تعاملت مع الوطن على أنه حفنة تراب وحاولت الاستمرار فى الحكم فوق دماء الشهداء. فمن أجل شهداء الوطن من أبناء الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم، ورووا بدمائهم الأراضى الطاهرة، ومن أجل أطفالهم وأمهاتهم  الذين فقدوا العزيز الغالى يخرج الشعب ليثبت للعالم الذى يوجه أنظاره الى أرض الكنانة ليقول رأيه  بحرية فى دستوره الذى بإرادته عالج العوار  الذى كشفت عنه الممارسة العملية له.

بأيدينا عدلنا دستورنا وبأقلامنا نضع علامة تمريره،  وبإرادتنا نخرج لأداء هذا الواجب الذى تنتظره مصر، أيها الشعب السيد فى الوطن  السيد، أنت الذى تمارس السلطة وتحميها وأنت مصدر السلطات، لقد جاء الدور عليك، فانت صاحب القرار فى أن تبهر العالم بخروجك مرة أخرى كما أبهرته فى 30 يونية عندما  ثرت ضد الحكم الفاشى ورفضت حكم العصابة، وعدت الى دولة  القانون تبنيها من البداية  وارتفع البناء،  وارتفعت معه كرامة الوطن عالية مع علمه الحر فى كل مكان، وأصبح المصرى كريماً في وطنه بعد أن  كانت تخطط له العصابة الإرهابية أن يكون مثل مواطنى بعض الدول التى سقطت.

رأيك فى الصندوق هو شهادة على أنك شريك فى البناء الذى ارتفع بفضل صبرك على تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي، ولكن وأنت تقف أمام صندوق الاستفتاء لابد وأنت السيد فى هذا الوطن السيد أن تضع أمام ناظريك، العيون التى سهرت لحماية أمنك من المتربصين به وبوطنك، وتضع أمامك أرواح الشهداء الذين ضحوا  من أجلك، وتضع أمامك الجيش الذى قال نموت وتعيش انت، وتضع أمامك ابنا بارا لهذا البلد خلع البدلة العسكرية بأمر منك عندما تعرض البلد لحظر جماعة الإرهاب، وقاد السفينة الى أن أصبحت حاليا فى أمان، ولكن هذا الأمان فى حاجة الى تطوير آليات استمراره فكانت  التعديلات الدستورية التى نكمل بها البناء ويستمر بها الأمان.