عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

اعتاد ترامب على أن يصدر قرارات نشازا وتصريحات شاذة تنتهك القانون وتخالف معايير الشرائع الإنسانية والدينية وتسقط من اعتبارها كل لوائح المساواة والعدل. إنها إدارة ترامب التى اغتالت الحق وسطت على الآخرين، وتجبرت على دولنا وغدت تتهم ثقافتهم ودينهم وتراثهم. وعلى ضوء ذلك قامت بمحاصرة من تشاء، وسمحت لإسرائيل بأن تغتال الأرض الفلسطينية ومن عليها، ودعمتها فى اغتيال جغرافية القدس من خلال اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وما تبعها من اعترافه بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية. ولعل أغرب ما يطالعنا اليوم هو المشهد الذى نسجته أمريكا وظهر ترامب من خلاله كمحور شر وكبلطجى العالم دون منازع، وكـ «لص» يريد السطو على الجميع لسلب ثرواتهم فى ظل ما اعتادته الولايات المتحدة من سلب للأوطان واجتراء على الآخر.

لقد شرعت الولايات المتحدة فى تبنى قانون تعسفى يرتكز على قاعدة تقول:( نحن لا نسأل عما نفعل خلافا للغير، ولا نراجع ولا نحاسب، كما لا يسمح لآية جهة أو لجنة أو وكالة أو هيئة أن تعقب على ما نقوم به) . إنها إدارة ترامب التى استمرأت فرض شروط الإذعان على الآخرين لتنفرد هى بالحصانة التى تعصمها من توجيه الاتهام إليها مهما ارتكبت من جرائم لتظل بمنأى عن المساءلة والمحاسبة. وتشاركها إسرائيل فى ذلك فكل منهما يجسد الاستثناء عن القاعدة. ولهذا خرج ترامب مؤخرا ليهاجم المحكمة الجنائية الدولية مجددا ووصفها بأنها غير شرعية بل وهددها بأن أى محاولة لمحاكمة أمريكيين أو إسرائيليين أو حلفاء سوف تقابل برد سريع وقوى. بل ووجه ترامب تهديدا لموظفى المحكمة والقضاة بفرض عقوبات على خلفية الإجراءات القانونية المحتملة. وفى معرض تأكيد إدارة ترامب على تهديداتها شرعت فى الغاء تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بسبب تحقيق محتمل حول جرائم جنود أمريكيين فى أفغانستان. لقد عارض ترامب انشاء محكمة العدل الجنائية الدولية رغم أن هناك ممارسات تقتضى وجودها وهناك مجرمي حرب يجب محاكمتهم. وتبنت إسرائيل الموقف نفسه وعارضت المحكمة المذكورة.

تظل الريبة تحيط بأمريكا وإسرائيل معا، فالأولى كائن معقد تتبنى المعايير المزدوجة لادارة شئون العالم، وإسرائيل كائن مقيت لأنه يرتكز على أساس فلسفة التوسع، ولأنه لا يحترم المواثيق ويضمر الشر للعرب والمسلمين. ويرجع السبب فى هذا إلى الخلل فى النظام العالمى، وهو الخلل الذى يستدعى للجميع صورة الأمم المتحدة التى دفنت وأهيل عليها التراب وسكنتها أمريكا الأفعى وغدت هى التى تحدد الفرق بين الإرهاب والحق الشرعى فى تقرير المصير، وهى التى تحدد المعايير للدول العربية وفق رؤيتها ومصالحها وكأنه حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس.

بفضل إدارة ترامب ومن خلال دعمها الجامح لإسرائيل توحش نيتانياهو وسطا على القدس والجولان ويتطلع الآن للسطو على الضفة الغربية حيث لا يوجد أى حراك دولى يقف ضد نزواته. شجعه على ذلك ما يتمتع به الكيان الصهيونى من تأييد أمريكى عارم ودعم غير مشروط وغير محدود وليس له سقف على الاطلاق.....