عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لوجه الله

لم يكن اعتراف ترامب بأحقية إسرائيل فى الجولان السورى المحتل مجرد تصريح عشوائى.. أو محاولة لدعم نتنياهو فى الانتخابات، لم تلق أدنى اعتراض.. لكنه كان تدشيناً لمرحلة جديدة من سياسات الأمر الواقع.. سبق أن تحدث عنها رموز الاحتلال الصهيونى طيلة العام الماضى.. وهى خطوة ستعقبها خطوات أخرى كثيرة.

فيجرى الآن الإعداد للاعتراف بحق الاحتلال فى مستوطناته على الأراضى العربية.. ولا شك أنه يجرى الآن الإعداد للاستيلاء على المزيد من الأراضى، التى ربما لا تخطر على بال أحد اليوم.. وهو ما تشير إليه التلميحات الإسرائيلية أيضاً.

أضف إلى ذلك حزمة الانتهاكات والاستيلاء على الأراضى العربية فيما يسمى بصفقة القرن.. ورغم تعمد إخفاء تفاصيل ذلك المخطط الصهيونى بامتياز.. إلا أن ما تم تسريبه عنه حتى الآن لا يشير إلا إلى المزيد من الإذلال للعرب واغتصاب أراضيهم.

فالعنوان العريض لتلك المؤامرة.. أن تحصل الدولة الصهيونية على كل ما ترغب دون أدنى مقابل أو جهد.. فالتمويل عربى.. والأرض عربية.. والتوقيعات عربية.. والخيانة والخنوع عربى.. وليس غريباً أن تكون الضغوط على الرافضين عربية أيضاً. فالتهديد المعلن بالتجويع.. والتهديد المبطن بإثارة الفوضى والخراب.. العقاب الجاهز لكل من يبدى اعتراضاً.

فإذا كان هناك من على استعداد للتنازل عن كل شىء مقابل اللاشىء.. وهناك من على استعداد لدفع كل ما يطلب منه وأكثر.. أملاً فى أن ينال الرضاء.. ويظن أنه بخيانته أصبح فى مأمن من مطامع لا تنتهى.. (والتاريخ يعيد نفسه).. فلماذا يصمت أصحاب الأرض والحق؟!.. ماذا ينتظرون؟!.. وعلى أى حياة يبقون؟!.. فكل ما مضى من الصراع العربى الإسرائيلى شىء.. والقادم شىء آخر بكل تأكيد.

فمتى يتحرك العرب للدفاع عن عرضهم.. ماذا يظن هؤلاء أنهم سيخسرون إن هبوا للدفاع عن أنفسهم؟!.. وهل أطمع المحتلون فيكم غير الخنوع والاستكانة.. فإن لم يكن التحرك اليوم وليس غداً.. إن لم تكن تلك ساعة الجد والجهاد.. إن لم يكن وقت تطهير الأنفس واستبعاد الخونة وأشباه الرجال، متى يكون إذا؟!

أم أن الجميع أصبح «عباس» ينتظر وقت الشدة، وهو ذلك اليقظ الحساس، الذى صوره الشاعر الكبير أحمد مطر فى رائعته، بعد أن أصبح اللص ضيفه فقدم له القهوة ومضى ليصقل سيفه.. فصرخت زوجته: « أبناؤك قتلى، عباس.. ضيفك راودنى، عباس.. قم أنقذني يا عباس.. عباسـ اليقظ الحساس ـ منتبه لم يسمع شيئاً، (زوجته تغتاب الناس).. صرخت زوجته: «عباس، الضيف سيسرق نعجتنا».. قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بالأسداس.. أرسل برقية تهديد.. فلم تصقل سيفك يا عباس»؟ (لوقت الشدة).. إذًا، اصقل سيفك يا عباس.

[email protected] com