عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

إن لم تقع حبّة الحنطة فى الأرض وتَمُت تبقى وحدها. لا بدّ لحبّة الحنطة أن تُنتن. هذا ما يجدر بكل مَن اتَبع فهم الإيمان المسيحى جيّدًا ويقبله ويتّخذه دستورًا لحياته...

وعليه، كان لا بدّ للعازر فى هذا اليوم السبت أن يُنتن أولاً قبل أن يأتى السيد المسيح إليه ليقيمه من بين الأموات. الخطيئة فينا لا تموت إلاّ بالموت. لهذا أبقى الربّ الإله على الموت، تدبيرًا، بعد قيامته لأنّه أحبّنا وأراد أن يخلِّصنا من الخطيئة بالموت..

فى صباح مثل هذا اليوم السبت الذى يسمى «سبت لعازر»، وفى ترتيب الكنيسة احتفال بهذا السبت، ويقام فيه القداس على أساس أن فيه تذكرة للمعجزة العظيمة، معجزة إقامة لعازر من بين الأموات بعد أن كان له فى القبر أربعة أيام.

وتركز الكنيسة على أهمية هذه المعجزة، من حيث إن لها دلالة لاهوتية ضخمة، لأنها أعظم جميع المعجزات التى صنعها المسيح، لقد أقام المسيح أمواتًا، ولكن إقامة لعازر من بـين الأموات معجزة فاقت كل المعجزات الأخرى.

كان قبل الفصح بستة أيام أن أتى المسيح إلى بيت عنيا، فى كل يوم كان ينزل إلى أورشليم فى النهار، وفى المساء يصعد إلى بيت عنيا ويبيت هناك.

كان المسيح يتردد على ذلك البيت، لأنه كان يحب الأشخاص الذين فيه، ولقد ذكر الإنجيل عن لعازر أن المسيح كان يحبه، وهو الوحيد غير يوحنا الحبيب الذى ذكر الإنجيل عنه أن المسيح كان يحبه. حتى أنه قد أرسلت الأختان إليه فى مكان بعيد، وكان لعازر مريض، وقالتا له فى الرسالة: هو ذا الذى تحبه مريض. هذا التعبير: «هوذا الذى تحبه» لم يُذكر أبدًا إلاّ عن لعازر وعن يوحنا التلميذ الذى كان يسوع يحبه.

ويقال عن لعازر فى كتب التاريخ، إنه يوم أن صنع المسيح معه هذه المعجزة، التى أقامه فيها من بين الأموات، كان عمره عندئذ 30 سنة، كان شابًا. ولا شك أن السيد المسيح لم يكن عنده تحيز، إنما الذى يُحب كثيرًا يغفر له كثيرًا، فلا بد أنه كانت فى لعازر صفات أحبه المسيح من أجلها. ولذلك كان يتردد على هذه الأسرة.

يقول «الأرشمندريت توما بيطار» قبل أن يحلم أحد بالقيامة عليه أن يخطِّط، كل يوم، من أجل أن يموت عن نفسه. ما معنى أن يموت الإنسان عن نفسه؟ معناه أن يرذل كل ما له صلة به من دون الله. يرذل الواحد راحته ليريح الآخرين. يقطع الواحد شبعه ليُطعم الجائعين. يتنازل الواحد عن كرامته ليعطى المجد لله. أن يموت المرء عن نفسه معناه أن يتنكّر لتعظُّمه، لمجده. معناه أن يُهلك نفسه، أن يُهلك خطيئته وجذر الخطيئة فيه، بنعمة الله، أن يتخلّى عن عتاقته، أى عن إنسان الخطيئة فيه. معناه أن يدخل، روحيًا، إلى القبر. أن يدخل بملء إرادته. معناه أن يُقيم فى قبر نفسه على الرجاء أن يحضر المسيح ليقيمه بصوت عظيم كما أقام لعازر: «يا لعازر هلمّ خارجًا! يا مَن جعلتَ عونك فى هآنذا آتى إليكَ لأدعوكَ: “هلمّ خارجًا! ” إذ ذاك تنفكّ الرباطات الخانقة التى جعلته يختبر الموت كل ساعة. إذ ذاك يسرى روح الحياة فى نفسه وجسده. إذ ذاك يتجدّد القلب. يمتلئ الميت نورًا بعد ظلمة تدبيرية اعترته..

[email protected] com