رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشفق على خريجى الجامعات الذين يجلسون على المقاهى أو يقبعون فى منازلهم أو يتسكعون فى الشوارع بلا عمل.. على أمل أن تأتيهم وظيفة.. وأشفق كثيراً على خريجى كليات وأقسام الإعلام بالجامعات الذين يتألمون ليلاً ونهاراً.. بحثاً عن فرصة عمل بالصحف أو المجلات أو الفضائيات واصطدامهم بالواقع المرير.. فإنهم قد سهروا الليالى وحصلوا على مجموع كبير فى الثانوية العامة للالتحاق بكليات الإعلام لتحقيق أحلامهم بنجومية العمل فى الإعلام كمذيع أو صحفى أو محاور تليفزيونى.. ولكن تتحول أحلامهم إلى سراب بعد اكتشاف الحقيقة المرة.. فالمؤسسات الصحفية مكتظة بالعاملين.. وتعانى أزمات مالية.. وماسبيرو تحول إلى سوق للعاطلين.. والعديد من الفضائيات أغلقت أبوابها لعدم قدرتها على الاستمرار.. فأبواب العمل الإعلامى تتقلص بينما عدد الخريجين يزداد كل عام بسبب التوسع فى كليات وأقسام الاعلام بلا ضوابط أو حساب.. أو مراعاة لأحوال مؤسساتنا الإعلامية المترهلة.

الشباب يعانى البطالة رغم أننا نعانى عجزاً فى العمالة الفنية.. فالخريجون غير مؤهلين لسوق العمل.. نتيجة انفصام التعليم العالى عن سوق العمل واحتياجاته.. واعتبار أن شهادة البكالوريوس أو الليسانس هى رخصة لفرصة زواج أفضل..!

حاول أن تبحث عن نجار أو سباك.. سوف تعانى.. وإذا وجدته.. كم ستدفع مقابل مهمة أو عملية بسيطة.. ؟!

وهكذا فى مختلف المهن والحرف.. ورغم ذلك هناك شباب من خريجى الجامعات والمعاهد.. تفاعلوا مع الأمر الواقع.. ولم ينتظروا وظيفة مكتبية.. ومارسوا أعمال النقاشة والنجارة والسباكة والطهى.. وتفوقوا وأبدعوا.. واستطاعوا أن يحققوا مكاسب مالية وفرت لهم وأسرهم حياة كريمة.. بل حياة الرفاهية.

التعليم الفنى بصراحة يمثل قاطرة التنمية.. ويوفر العمالة المناسبة لسوق العمل.. وبه نستطيع مواجهة البطالة.. والدول المتقدمة تعتمد على التعليم فى توفير العمالة الماهرة المدربة المؤهلة لسوق العمل.

ولكن هل الحكومة وحدها هى القادرة على تأهيل العمالة الفنية.. ؟

هنا لا بد أن نؤكد دور القطاع الخاص الذى يمكنه من خلال المؤسسات والشركات الكبيرة المساهمة الفعلية فى تدريب طلاب التعليم الفنى وتأهيلهم على أن يكونوا رصيداً لهذه الشركات والمؤسسات بعد تخرجهم.. ويشاركون فى دفع عجلة الإنتاج.

الحمد لله ان الدولة المصرية مؤخراً.. أدركت قيمة وأهمية التعليم الفنى وبدأت فى إصلاحه والاعتناء به.. ولكن لا بد من نشر ثقافة الاهتمام بالتعليم الفنى.. وتغيير الصورة الذهنية لدى الشباب والتأكيد على أن الفنى وصاحب المهنة والحرفة.. هو صانع المستقبل.. وعمود الاقتصاد.