رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعيداً عن عالم السياسة وتصريحاتها المحسوبة فأنا أشتم رائحة اليهود وعنصريتهم فى أحتراق كاتدرائية نوتردام وخاصة فى ظل هذا التعصّب اليهودى من الحاخامات والفرح المعلن منهم لاحتراقها وبالأخص الحاخام موردخاى إيلعاى لأنه يراها أحد الرموز الأشهر المعادية للسامية فى التاريخ؛ منذ الحادثة الدينية الشهيرة التى وقعت قبل 777 سنة فى ساحة نوتردام خارج الكاتدرائية عام 1204، فيما عرف بمحاكمة التلمود؛ التى قام بها البابا جريجورى التاسع الذى رأى فى النص التلمودى عداءً ضد المسيح والمسيحية.

وعلى هذا الأساس قام الملك لويس التاسع بمصادرة نسخ التلمود وحرقها فى الساحة بناء على «محاكمة النص». بل إن كره اليهود يمتد أيضًا إلى مئات اللوحات الفنية والأثرية والهياكل المجسّمة الموجود بالكنيسة وهى منحوتات مسيحية فى أسفل برجى الواجهة الغربية المعروفة «بمعرض الملوك» التى تعبر فنيا عن مكائد اليهود ودورهم فى خيانة السيد المسيح. وفى الحقيقة أن الكره اليهودى للكنائس والمسيحيين يقف وراءه منظمة 'لاهافا' الإرهابية اليهودية المعروفة فى إسرائيل، ويرأسها الحاخام بينتسى جوبشتاين، الذى يجدد دعوته، باستمرار، لحرق الكنائس فى القدس المحتلة لأنه يرى أن الوجود المسيحى فى القدس غير مرغوب فيه، وهذا ما يجب ترجمته كما يرى إلى أفعال وليس أقوالاً فقط. بل إنه يرى المسيحية نوعاً من أنواع الوثنية، ويجب محاربتها ووضع العراقيل أمام انتشارها فى القدس، وأيضا أمام الممارسات الدينية المتعلقة بالديانة المسيحية فى القدس، وهنا يكمن سر الرفض اليهودى للمسيحية متجاهلين أنها ديانة سماوية أنزلها الله. ومنظمة 'لاهافا' متهمة بحرق ثلاث كنائس مسيحية فى القدس، وتوجيه الإهانات لقساوسة الكنائس وملاحقتهم والتضييق على تحركاتهم فى المدينة المقدسة. ومن بين الكنائس التى طالتها الأيادى اليهودى الغادرة بالفعل كانت كنيسة الخبز والسمك، والتى شب فيها حريق متعمد مخلفاً أضراراً جسيمة؛ وعثر فى المكان على كتابات بالعبرية تنادى بالقضاء على «الوثنيين».

ومن المعروف أيضًا أن اليهود المتزمتين (الحريديم) ينادون دوما «بالتوجه لإحراق الكنائس». وللأسف أن العداء الذى أضمرته اليهودية للمسيحية مستحكماً فى نفوس اليهود منذ عشرين قرناً إلى يومنا هذا، بفعل الحقد اليهودى المبنى على التعاليم التلمودية التى حقرت المسيح والمسيحية، وشنت عليها حرباً شعواء، استخدمت فيها شتى الوسائل الدنيئة المخربة؛ بل أن هناك فتاوى يهودية تحرم تلقى تبرعات من المسيحى لبناء معبد أو مدرسة دينية، وتبرهن مذابح اليهود عن كره تأسيسى دينى تجاه الآخر، كرهٌ أصولى امتدّت من محرقة نجران التى تحدث عنها القرآن فى سورة البروج من دون ذكر تفاصيلها، ومنفذ المجزرة كان ملكًا حميريًا يهوديًا اسمه زرعة ولقبه «ذو نواس» وقد خيّر هذا الملك المسيحيين بين القتل أو اعتناق اليهودية. ونبش اليهود «قبور الشهداء المسيحيين» الذين سقطوا فى حملة الاضطهاد الأولى، فاستخرجوا عظامهم وكوّموها فى كنيسة نجران، وألقوا القبض على مسيحيين استسلموا عندما دخل اليهود المدينة، وحشروهم فى الكنيسة التى ملأوها حطبًا من الداخل والخارج وأشعلوا النار فى الجميع واستمرت المحرقة يومين ذهب ضحيتها ألفان من الرجال وعدد من النساء. ولكن مجزرة القدس (614) أشد فظاعةً؛ فإبان الحرب الفارسية ـ البيزنطية (602 ــ 628)، انتعشت فكرة الخلاص التوراتى عند اليهود، وخصوصًا مع تقدّم الفرس على البيزنطيين عسكريًا وانهزامهم لاحقاً. فاشتعلت الإبادة اليهودية للمسيحيين أثناء الصراع البيزنطى الفارسى فقاموا بملاحقة المسيحيين وقتلهم، ولم يفرّقوا بين رجل وامرأة ولا بين صغير وكبير ولا بين أناس عاديين ورجال دين، وحجزوا ثانيًا الأسرى فى بركة ماميلا (تقع غرب القدس قرب باب الخليل) وقام اليهود بشراء المسيحيين من الفرس، وقاموا بذبحهم، وأخيرًا أحرقوا الكنائس؛ وعدد ضحايا مجزرة القدس تفاوت بين مصدر تاريخى وآخر؛ وبعضهم يشير إلى أنّ عددهم تخطى 66 ألفاً، فى حين أنّ ثيوفانس المؤرخ البيزنطى يقول إنّ عددهم بلغ 90 ألفاً.