عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

المتابع لتجربة الثورة السودانية خلال الأيام الماضية سيجدها مختلفة عن سابقتها فى مصر وحتى عن تجربة تونس.. لعدة أسباب أهمها ان هدفها الرئيسى ليس رأس النظام ممثلا فى البشير، وانما من البداية كان المستهدف النظام الإخوانى بالكامل المتحالف مع الرئيس المعزول ..ثانى الأسباب أن ميدان الاعتصام حافظ منذ البداية على عدم السماح للقافزين من المركب بالالتحاق بالثورة ..وثالث الأسباب هو نجاح الاعتصام فى ولادة كيان متماسك يتحدث باسمه هو تجمع المهنيين، وهو تيار واسع لا يقف عند توجه بعينه أو حزب سياسى من الموالاة أو المعارضة.. أما رابع أسباب الاختلاف فهو ما شاهدناه ويمكن للمرة الأولى فى تاريخ الثورات أو حتى الانقلابات هو تخلى الرجل الذى أطاح بالبشير واقتلع نظامه عن رئاسة المجلس العسكرى الانتقالى بعد يوم واحد من القاء بيان اقتلاع النظام.. بل وإعفاء الرجل تماما وإحالته الى التقاعد الثورة فى السودان منتصرة بلا شك طبقا للمقدمات السليمة التى صاحبتها وطبقا لما قاله رئيس المجلس العسكرى الانتقالى الفريق عبدالفتاح برهان عندما اجاب عن سؤال يفتش فى نواياه قائلا وبوضوح ..نحن ابناء سوار الذهب فى إشارة الى القائد العسكرى السودانى الشهير عبدالرحمن سوار الذهب الذى سلم السلطة للمدنيين، ورفض كل ذلك وجلس فى منزله.. الكلام واضح بأن المجلس العسكرى الجديد فى السودان لديه مهمة محددة هى العبور بالبلاد الى بر الأمام وتسليم السلطة.

فى مصر احتجنا لأعوام حتى تستقيم الأمور ودفعنا ثمنا غاليا فى عام الإخوان، واحتجنا لثورة جديدة فى ٣٠ يونية للتخلص من حكمهم ..كل ذلك تجنبه سودان الثورة وتعلم من تجربة مصر المريرة مع التيارات الدينية وغيرها.

قد يكون كلامى سابقا لأوانه ونية المجلس العسكرى لا تزال غامضة ، وحتى التيارات الدينية قد تكون فى فترة كمون وتظهر بعد ذلك لركوب الثورة، ومع كل ذلك فإن المؤشرات التى بنيت عليها افتراضاتى السابقة صحيحة ومبشرة وتؤكد ان البلد الشقيق فى الطريق الصحيح.. سنري.