رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

مِنْ فترة كُنتُ قد أعددتُ لانتاج برنامج لإحدى الفضائيات، اسمه الحُكم  قبل المُداولة، ومِن عِنوانِه تعرف أنَّ الحُكم يصدُر ثم بعده تأتى المُداولة والمُناقشة لحيثياته. والمُداولة «بعد»، لا تُغيِّر فى الحُكم شيئًا، فالحُكم قد صَدَر وانتهى الأمر.. هذه كانت الفكرة. وهى فكرة تصلح لتكون عِنوانًا لبرنامج، أو لعمل درامى، أمَّا أنْ تُصبح أسلوبًا أو منهجًا لإبداء الآراء وإصدار الأحكام على الناس والأشياء، فهذا منطق مقلوب.

وبالأمس قرأتُ مقالًا بجريدة الشروق لصديقى العزيز الأستاذ محمد عصمت، استشعرتُ أنَّه بذل فيه جهدًا، ليُصدِر حُكمه على الأستاذ بجامعة الأزهر، صاحب الواقعة المُسماه إعلاميًا «اجبار طلاب الأزهر على خلع البنطلونات»، ويصفه فى عنوان مقاله بالشيطان يعظ فى الازهر. ومِن كثرة ما أجهد الاستاذ «عصمت» نفسه فى تثبيت حُكمه على الرجُل، سرد بعض التفاصيل لم تكُن معلومة عن مُلابسات الواقعة، وهى فى مُجملها لا تُدين الأستاذ.. يقول الاستاذ محمدعصمت:

«طلب د.إمام رمضان أستاذ العقيدة بكلية التربية بجامعة الأزهر من الطلاب الحاضرين فى آخر محاضراته «خلع بنطلوناتهم» لكى يحصلوا على تقدير امتياز فى مادته، فاستجاب لعرضه حسبما يتردد فى الصحف طالبان أحدهما خلع بنطاله بالفعل أمام زملائه، وصوره عشرات الطلبة بموبايلاتهم ورفعوها على مواقع التواصل الاجتماعىْ.. أستاذ الأزهر برر ما فعله بأنه أراد أن يتقمص دور الشيطان الذى يحاول إغراء البشر بتحقيق أحلامهم مقابل تقديمهم تنازلات أخلاقية مشينة، وأنه حاول تمثيل تجربة عملية لطلابه، وأنه أمرهم بعد انتهاء تجربته بالتصفيق لمن رفض خلع بنطاله، مؤكدا أنه لم يكن ينوى إعطاء تقدير امتياز لمن يستجيب لعرضه».

أنا شخصيًا تداولت مع غيرى واطلعت على ما نُشِر قبل أنْ أصدر حُكمى، واتضح أنَّ أستاذ الجامعة فسَّرَ ما حدث، وأنَّ الموقف يُكرره كثيرًا فى مُحاضراته مُنذ سنوات، وهو يعتمد منهجًا علميًا فى طُرق التدريس. وطُلابه هالهم وأفزعهم وأحزنهم تصرف ادارة الجامعة مع استاذهم ووقفه عن العمل.. استاذ العقيدة أراد ترسيخ مفهوم العقيدة والأخلاق عند طلابه بطريقة ليس الغرض منها خلع «البنطلون» وإنما مدى الاستجابة لإغراء مادى مُقابل التخلى عن المبدأ وحُسن الخُلُق والحياء، ولم يرتكب جُرمًا يُعاقب عليه من الجامعة، أو ذنبًا ليصفه «عصمت» بالشيطان.