رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

 

سؤال: لماذا أصبح المصرى- القادر- أكثر إسرافاً وإنفاقاً.. يصل إلى حد السفه.

جواب: بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية، ساعة بعد أخرى.. وليس فقط يوماً بعد يوم!! وهذا الانخفاض أسبابه عديدة منها: انهيار معدلات إنتاج المواطن المصرى.. إذ لم يعد ينتج، كما كان يفعل، حتى سنوات قريبة.. وأيضا توالى ارتفاع الأسعار- كل الأسعار- سلعاً ضرورية، وحتى غير ضرورية.. وتوالى الضربات التى يوجهها الدولار للعملة الوطنية.. فما كان سعره جنيهاً صار سعره جنيهين وربما أكثر.. ولا أضرب مثلاً هنا بأسعار أراضى البناء.. ولكن بأسعار الخدمات، والغذاء والملبس.. والمسكن،

هنا حدث انهيار العملة، ونسينا عصر المليم والتعريفة، وألغينا القرش، وربما عن قريب نلغى أيضاً: الجنيه المصرى، الذى كانت تقف له أعتى الأشناب! وبسبب انهيار قيمة العملة المصرية.. اندفع كل الناس ينفقون، يشترون أى شىء، وكل شىء.. ونسينا جميعاً مقولة: القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود.. وتوسعنا فى تنفيذ مقولة: أنفق ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب!!

< وبسبب="" التكالب="" على="" شراء="" أى="" شىء..="" انخفضت="" دعوات="" الادخار..="" بل="" انتهى="" عصر="" دفتر="" توفير="" البريد،="" الذى="" كنا="" «نحصل="" عليه»="" مقابل="" قروش="" معدودات..="" حتى="" وثائق="" التأمين="" على="" الحياة="" فئة="" 200="" جنيه="" كانت="" قيمتها="" عالية..="" الآن="" يكاد="" هذا="" المبلغ="" الذى="" تحصل="" عليه="" بعد="" 20="" عاماً="" من="" التأمين="" والأقساط="" الشهرية="" يكاد="" يشترى="" كيلو="" لحمة..="" وكيلو="" بطاطس="" وطماطم="" يعنى="" تأكل="" فى="" وجبة="" واحدة="" ما="" دفعته="" وادخرته="" فى="" 20="" عاماً..="" فلماذا="" أدخر..="" وحتى="" الأب="" الذى="" كان="" يفتح="" دفتر="" توفير="" باسم="" ابنته="" الطفلة..="" على="" أمل="" أن="" ينفعه="" المبلغ-="" عند="" زواج="" الابنة-="" فى="" تأثيث="">

< وبالطبع="" اسألوا="" مسئولى="" دفاتر="" توفير="" البريد..="" بل="" كل="" أوعية="" الادخار="" وكذلك="" شهادات="" الاستثمار="" والتأمين="" على="" الحياة..="" ما="" هو="" الموقف="" الآن="" فى="" كل="" هذه="" الأوعية..="" وهنا="" نقول="" إن="" الشعب="" الألمانى="" هو="" الأكثر="" إقبالاً="" على="" الادخار..="" يليه="" الشعب="" اليابانى..="" ولذلك="" نجد="" هذين="" الاقتصادين="" فى="" المقدمة="" عالمياً..="" وإذا="" كانت="" شعوب="" غيرنا="" تدخر="" فى="" شبابها="" لتستمتع="" بالسياحة="" داخلياً="" وخارجيا="" من="" حصيلة="" هذه="" المدخرات،="" فإن="" المصرى="" محاصر="" الآن="" بين="" أسعار="" ما="" يأكل..="" وأعباء="" الدروس="" الخصوصية..="" ويا="" سواد="" ليله="" من="" يمرض="" ابنه="" أو="" ابنته..="" فيعجز="" عن="" تحمل="" أعباء="">

وسوف تدفع مصر غالياً إذا استمرت موجات التضخم الحالية.. واستمرت موجات الغلاء.. لأن من حصيلة هذه المدخرات تقوم الدولة بإعادة تشغيل هذه الأموال.. دون الحاجة إلى الاقتراض الخارجى الذى هو هم بالليل وكارثة فى النهار.. غير مخاطر الضغوط السياسية والمدخلات الخارجية.

< والغريب="" أن="" الدولة="" لا="" تنتبه="" كما="" يجب="" إلى="" هذه="" الكارثة..="" أى="" تحولنا="" إلى="" شعب="" بلا="" مدخرات..="" بعد="" أن="" كان="" دفتر="" توفير="" البريد="" هو="" المنقذ="" عند="" الأزمات..="" ولحل="" المشكلات="" للبنين="">

وأتحدى أن يقول لنا المشرفون على كل الأوعية الادخارية أن هناك تصاعداً فى حجم المدخرات.. وربما يكون هناك تزايد فى بعض الأوعية الادخارية، لمن يملك المال، والسبب هنا هو وصول نسبة الفائدة إلى 20٪. والمصرى يلجأ إليها الآن لتعويض ما تخسره قيمة العملة بقيمة الفائدة المرتفعة.. أو يلجأ إلى شراء العقارات وأراضى البناء.. أو فتح أحد المطاعم.. لأن البطون لا تتوقف عن طلب الطعام.