عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

ضلمة.. ضلمة.. ضلمة ده على غرار أغنية «بمبى بمبى.. بمبى»، تحولت حياتنا إلى ظلام دامس فى اعقاب ثورة 25 يناير ولأشهر طويلة ثقيلة، ساعات طويلة تنقطع الكهرباء عن المدن والأحياء، فتخرب الأجهزة الكهربائية، وتفسد الأطعمة بثلاجات الأسر، ويعم الظلام بالشوارع ليشيع فى المناخ العام الرعب وينشط أهل الجريمة، يقول لى المتقولون من أصحاب الدخان الأسود المعارض للمعارضة دون الارتكان فى هجومهم الأسود على أى أسس منطقية أو علمية، يقولون ان الإخوان ليسوا وحدهم الذين كانوا يفجرون المحولات ويعطلون محطات الكهرباء، بل هناك عناصر أخرى استغلت المشهد ضد الإخوان وساهمت فى تعميق وتصعيد مشكلة الكهرباء فى مصر، حتى تجنى بعد ذلك «التصفيق والتهليل» إذا ما قامت بعلاج المشكلة فيما بعد وتصدرت المشهد السياسى، وان ما تم حاليا من علاجات لأزمة الكهرباء محليا، والوصول إلى حد تصدير الكهرباء إلى دول الجوار، والمشروعات المصرية الإقليمية فى هذا الإطار.. كل هذا مجرد دعاية مفتعلة لا تقوم على حقائق.

وأرد على أصحاب «دخان التشاؤم الأسود» والذى يستلب منا فرحة الإنجازات ويخنقنا بالتشاؤم، أقول لهم إن مرفق الكهرباء كان شبه منهار تماما منذ عهد الرئيس مبارك، فلا صيانة للمحطات ولا تنمية، ولا أى خطوة للأمام رغم تزايد احتياجات الاستهلاك المحلى مع النمو السكانى وغيره، وعندما تولى الإخوان السلطة، انشغل محمد مرسى وقيادات الإخوان بتمكين الجماعة وعناصرها من مفاصل الدولة ومؤسساتها، وتركوا ايضا أزمة الكهرباء ليحلها د. هشام قنديل رئيس الوزراء فى حينه عبر تصريحات استفزازية ليس لها أى صلة بالعمل ولا الحلول او التنمية، فهو من طالب المصريين بلبس ملابس داخلية من القطن، والجلوس بحجرة واحدة بالمنزل لتوفير استهلاك الكهرباء.

يقول أصحاب الدخان الأسود.. «ايه يعنى ما هى مشروعات كان لازم تتعمل عادى..!»، أرد.. اتفق ولكن لماذا لم تنفذها الحكومات فى عهد مبارك، ولا فى العام الأسود للإخوان، الا يعنى تنفيذ هذه المشروعات فى عهد السيسى وإنقاذ مصر من الظلام، ان هناك قيادة سياسية وطنية تحب هذا البلد وتعمل ما عليها لحل المشاكل العالقة التى ورثها ضمن تركة ثقيلة بشعة، رغم ضآلة الإمكانيات، يقول أصحاب الدخان الأسود: بس احنا اللى دفعنا تمن المشروعات دى بأسعار الفواتير اللى ارتفعت، ارد: ليس صحيحا تماما، حقا الأسعار ارتفعت، ولكنه ارتفاع لا يقاس بالمليارات التى تكلفتها الدولة لإصلاح منظومة الكهرباء.. وبديهى جدا، كل خدمة تقدمها أى دولة فى العالم لها ثمنها ومقابلها، وكل تنمية فى أى مجال يجب أن يسهم فيها الشعب كله.

 فيقول أصحاب الدخان الأسود: الفقراء والبسطاء وحدهم هم من تحملوا فاتورة حل ازمة الكهرباء، أرد: هذا غير حقيقى تماما، بدليل وجود شرائح وفئات فى مستويات الاستهلاك، فكلما زاد الاستهلاك، انتقلت التكلفة إلى شريحة أعلى، فزيادة الاستهلاك، مؤكد أنه مؤشر على الرفاهية ووجود أجهزة كهربائية متعددة فى تلك الأسرة، وبالتالى تكون هناك القدرة على الدفع أكثر، بخلاف الأسر البسيطة ذات الاستهلاك الأقل، كما توجد فواتير تجارية تختلف تماما وأعلى من فواتير الاستهلاك المنزلى، -هذا مع مطالبتى بضرورة مراعاة أكبر للفئات البسيطة - ولكن مؤكد ان أى اسرة لو حسبت الزيادات فى الاستهلاك ستكون أقل بكثير من ثمن اى جهاز كهربائى سيتلف أو أطعمة ستفسد، أو مذاكرة ستتعطل أيام الامتحانات بسبب انقطاع الكهرباء والذى عانينا منه بقسوة أعقاب ثورة يناير، ومنطقى لكل شىء ثمنه فى دولة أعتبرها لا تزال فى طور البناء والتنمية، لأنها كانت مهلهلة وخربة فى كل تفاصيلها عندما تسلمها السيسى، حيث كان مبارك وحكوماته مهرة فى «تلبيس طاقية ده لده» وفى استنزاف كل احتياطى، وفى «تلتلة» الديون الداخلية والخارجية بكل فوائدها، ليأكل الشعب.. مجرد ان يأكل فقط، ولو على خراب الدولة كلها وانهيارها فيما بعد.

.. وللحديث بقية.

[email protected]