رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر

لا نزال نذكر أن زيارة كل ضيف رسمى إلى القاهرة، كانت إلى سنوات معدودة على أصابع اليدين مضت، لا تخلو من بند أول فيها يقول إن البحث عن حل للقضية الأم فى المنطقة، كان على رأس جدول الزيارة.. فلقد كانت القضية الوحيدة تقريباً، ولم تكن هناك قضية أخرى تنازعها أو تنافسها!

الآن.. اختلف الأمر بزاوية ١٨٠ درجة، وأصبحنا نسمع عن جدول لزيارات الضيوف هذه الأيام، لم نكن نتوقعه ولا حتى فى الخيال!

جدول مزدحم بالقضايا الجديدة والمستجدة، التى لا مكان بينها ولا موقع للقضية الأم!.. والغريب حقاً أن تطوراً درامياً من هذا النوع لم يعد يستوقف أحداً بيننا ولا يدهشه.. إلا القليل النادر!

ففى كل مرة نتابع زيارة جديدة للمنطقة، من جانب ضيف رسمى أوربى أو أمريكى، تظل مقدمة الأجندة فى زيارته محجوزة لقضايا ليبيا، واليمن، وسوريا.. و.. و.. وأخيراً أضيفت إلى القائمة قضية السودان.. والله وحده أعلم بالقضايا الجديدة، التى يمكن أن تضاف مستقبلاً إلى هذه القائمة المُثقلة!

أما القضية الأم.. قضية فلسطين.. فلا مكان لها بكل أسف، وإذا توافر لها مكان ففى اللحظة الأخيرة.. وعلى الهامش بالكثير!

وسوف يكتب التاريخ فيما بعد أن هذه القضية على وجه التحديد، كانت هى الضحية الأولى بين ضحايا ما يسمى بالربيع العربى.. إنها أولى ضحاياه.. وهى التى دفعت ثمنه الأكبر من لحمها، ومن دمها، ومن مساحة الاهتمام بها على خريطة السياسة فى العالم!

ولم يكن غريباً والحال هكذا، أن تخرج تسريبات هذه الأيام عما يسمى بصفقة القرن، وعن أن الإعلان عنها سوف يكون قبل نهاية هذا الربيع.. والمتابعون لأنباء هذه الصفقة منذ بدايتها يعرفون، أنها تمثل وجهة نظر ادارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حل قضية فلسطين، وأن هذا المسمى لم يكن له وجود قبل دخول ترامب الى البيت الأبيض يناير ٢٠١٧، وأن كل ما دار حولها منذ ذلك التاريخ الى هذه اللحظة، كان يصب فى خانة التخمينات والاجتهادات.. لا أكثر!

وقبل أيام قليلة كانت أخبار منشورة قد قالت إن أربعة مسئولين أمريكيين فقط، هُم المسموح لهم بالاطلاع على الصفقة، وتفاصيلها، وخطوطها العريضة، وأن جاريد كوشنر، زوج ابنة ترامب ومستشاره، يأتى على رأس هؤلاء الأربعة، وأن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، ليس من بين الأربعة، ولا حتى مايك بنس، نائب الرئيس نفسه!

ومما قيل فى التسريبات إن الصفقة لا موقع فيها لدولة فلسطينية مستقلة!!.. فهل هو سوء حظ أن يكون هذا هو شكل الأجواء الإقليمية، التى يجرى فيها طرح حل للقضية فى المنطقة؟!.. ربما.. ولكن عزاءها الأكبر أنها قضية عادلة!