رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

شهدت بدايات عام 19 مبادرة هامة من سلسلة مبادرات السيد الرئيس باعتبار هذا العام عام التعليم وهو ما يستدعى التحول الرقمى والتطبيقات التكنولوجية فى مختلف الأنشطة وهو أمر تأخرنا فيه كثيرا وسبقتنا فيه دول كنا نزعم أنها تحتاج إلى ملايين السنين الضوئية لتلحق بنا، فإذا بها تفاجئنا بأنها امتطت البراق لتلحق بنا وتتقدم علينا، فالهند التى عانت من سوء السمعة كبيئة صعبة وغير آمنة للاستثمارات انطلقت من خلال الاستخدام الذكى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقديم مجموعة من الحلول المتكاملة لتتحول إلى اقتصاد رقمى رغم تحمل الكثير من التكاليف المتنوعة على المدى القصير ولكن على المدى الطويل نجحت فى ضم الاقتصاد غير الرسمى فى المنظومة الرسمية مع اتباع نظم أكثر كفاءة فى حركة الأموال  نتج عنه اقتصاد أسرع يحتل المكانة السادسة عالميا. ورواندا ذلك البلد الأفريقى الذى دكته الحروب الأهلية حتى وقت قريب استطاع من خلال استراتيجية التحول الرقمى وإدارة المدن الذكية أن يعبر دماء المذابح ليصعد تلال التكنولوجيا بفضل الرئيس الرقمى كاجامى الذى  نقل رواندا إلى اقتصاد يعتمد على التكنولوجيا والمعرفة لتصبح رواندا سابع دولة فى العالم فى تحقيق أعلى معدل نمو اقتصادى وحكومة خالية من الفساد طبقا لمؤشر مدركات الفساد CPI التابع لمنظمة الشفافية العالمية، بل تصبح عاصمتها كيجالى أجمل مدينة ذكية فى أفريقيا بفضل الجمع بين المدينة والصناعة والمواطنين بهدف تحسين جودة الحياة من خلال حلول متكاملة أكثر استدامة.

مصر تحتاج الآن أكثر من أى وقت مضى إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية بوجه خاص حتى نتمكن من كسر مركزية القاهرة وإقامة مدن جديدة تستوعب الطاقات البشرية المصرية الجبارة والهيئات الحكومية والخاصة من خلال مجالات ستة يجب اتباعها تبدأ بضرورة وجود حضانة ابتكارات تطبيقية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وتخطيط مستند إلى إدارة علمية والاستخدام الذكى لتكنولوجيا المعلومات مع عدم إغفال اتباع منهجية تسمح بمشاركة فعالة للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى وكفاءة استغلال القوى البشرية.

وأخيرا حلول نقل أفضل تضمن إعادة تشكيل الخريطة الجغرافية لمصر  وتتيح للمحافظات التى تطل على نهر النيل خاصة محافظات الصعيد بأن يكون لكل محافظة ميناء على البحر الأحمر وبناء مدن ذكية تقع بين ميناء كل محافظة ومقرها على النيل ونضمن بذلك تحقيق طفرة فى قطاعى الاتصالات والعقارات وتسهيل عملية إدارة المدن فى ظل التعقيدات الخاصة بالزيادة في السكان، لعل ذلك يساهم فى بيئة حاضنة لشباب مصر لتعزيز قدراتهم وربط محور قناة السويس بهذه الموانئ لضمان انتقال منتجات هذه المحافظات إلى قناة السويس وبالتالى تحقيق ميزة تنافسية للمنتج المصرى تضمن له منافسة المنتجات العالمية. عسى أن نستطيع بناء استراتيجية فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تخصص له نسبة من الناتج المحلى الإجمالى لجعل القوى العاملة على نفس نظيراتها فى الهند ورواندا.

 رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية