رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

كتبتُ فى هذا المكان قبل 25 يناير أن «طائرة زين العابدين تتحرك».. ولم يكن معروفًا قبلها أن الرؤساء يهربون ويتركون بلادهم للجحيم.. وبالفعل تحركت طائرة زين العابدين وهرب إلى السعودية.. ونقلت عنى وكالات الأنباء ما كتبتُ.. والآن أسجل توقعًا جديدًا وهو أن أردوجان سوف يسقط، وسوف ينهار نظام حكمه، وقد بدا الآن العد التنازلى سياسيًا واقتصاديًا!

فمنذ فترة أتابع مؤشرات الأداء للاقتصاد التركى.. وفوجئت بأن الليرة تنهار، وأن الاقتصاد يتداعى، وتوقعت أن يكون مصير أردوجان نفس مصير الرؤساء العرب.. وقد لا يختلف عنهم.. وفى الحقيقة فقد وجدت صدى لهذا التنبؤ عند بعض المحللين الكبار.. ليس لأنه فشل فى الحصول على نسبة تصويت جيدة فى الانتخابات، ولكن لأنه «طرح الوطن» أرضًا للأسف الشديد!

فلا يعرف كثيرون مقدار تدخل أردوجان فى السياسة المالية والنقدية التركية.. ولا يعرف كثيرون كيف يحدد بنفسه أسعار الفائدة وغيرها من المسائل المصرفية.. ولا يعرف هؤلاء أنه يتحكم فى السياسة والاقتصاد وخنق المجال العام، وبالتلى فهو أقرب إلى بعض الرؤساء العرب فى طريقة الحكم.. ولذلك قلت إنه أقرب هؤلاء إلى طريقة السقوط نفسها، بثورة أو غيرها!

وقلت إن عمر بقائه فى الحكم قد لا يتجاوز عام 2019، أو بداية عام 2020.. حيث تكون الليرة قد أصبحت تباع بالكيلو، كما يحدث فى الصومال.. فالمحللون يقولون إن أنقرة فى طريقها إلى الجحيم غير مأسوف عليها.. وقد سجلت ذلك فى مقال بالمصرى اليوم، وأظن أن أردوجان لن يجد من ينقذه إطلاقاً.. ولن تسعفه الدول العربية بعد أن «تآمر عليها» وأساء إليها!

وأعتقد أن الدول العربية ترصد هذا الانهيار الكبير.. وقد دعا بعضهم المستثمرين العرب بأن يخرجوا من السوق التركية، قبل أن «يغرزوا» مع أردوجان.. وفى تقديرى أن العواصم العربية النفطية على وجه التحديد لن تقبل حالة الغزل التركية الآن، خصوصًا أن أردوجان استثمر مقتل عدنان خاشقجى بشكل لافت، وابتز فيها المملكة بطريقة لم تترك له «فرصة العودة» أبدًا!

وتخيلوا أن مستشار الرئيس التركى ياسين أقطاى يتحدث عن فضل العرب على الأتراك ويحاول أن «يجر ناعم» مع الزعماء العرب.. ولكن الرسالة تعنى أن تركيا تركع وتستسلم الآن بعد أن ضيعها أردوجان.. وليس غريبًا أن تقول أصواتاً عربية حاليًا «فلتذهب أنقرة إلى الجحيم».. فالأمر خطير فعلًا، ويمكن لأى اقتصادى أن يصل إلى هذه النتيجة بتحليل بسيط لمؤشر الأعمال!

وأسجل من جديد أن أقرب الرؤساء إلى السقوط على «الطريقة العربية» هو أردوجان.. وأود الإشارة إلى أمير قطر بعد حالة الحصار العربى، فسوف يلحق بصاحبه.. وسيحدث تغيير على «منصب الأمير».. فقد كان يلعب قمار، وأنفق كل الأوراق معه، إلا أن تدركه عناية السماء!