رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن الوعى الاجتماعى يمثل واحدًا من أكثر الموضوعات تناولاً فى بحوث علم الاجتماع، فوعى الإنسان بذاته كفرد وبمجتمعه كمواطن وبالواقع يمثل فى النهاية علامة على درجة من التحضر الإنسانى لمجتمعه ورقيه، ولذلك فمعرفة المرأة المصرية بحقوقها القانونية، ووعيها بتلك الحقوق ومظاهر ذلك يسهم ولو بشكل جزئى فى بلورة إطار تصورى يلائم أوضاع المرأة وحقوقها وظروفها بخصوصيتها فى المجتمع المصرى، ولنتعرف على مدى مطالبتها بهذه الحقوق، ومن عدمه، وتوضيح معرفة المرأة بحقوقها المرتبطة بالأحوال الشخصية ومصدر هذه المعرفة، والتوصل لأهم المعوقات التى تمنع المرأة من المطالبة بهذه الحقوق الممنوحة لها، وأيضاً التوصل لمقترح يساعد فى توعية المرأة بحقوقها ومطالبتها بها فى مجال الأحوال الشخصية، ومن أجل تنمية هذا الوعى عند المرأة وأبرز فاعلياته وربطه بخدمة المجتمع وأهدافه المستقبلية.

وأرى أن هناك ممارسة لما يمكن أن نطلق عليه اغتيالاً وعنفاً معنوياً يمارسه الإعلام وأهل الدراما بكافة أشكالها الإذاعية والتليفزيونية والمسرحية والسينمائية لإفساد أى جهد لتنمية ذلك الوعى، وقد أوضحت دراسة قديمة نسبيًا نُشرت بمركز بحوث الإعلام بجامعة القاهرة، وأجراها الدكتور محمود يوسف الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة عن صورة المرأة المصرية فى الأفلام السينمائية التى يقدمها التليفزيون خلصت إلى أن 72% من تلك الشخصيات النسائية تحمل ملامح سلبية مقابل 28% فقط يحملن قيمًا إيجابية لصورة حواء السينمائية جاء فى مقدمتها التفكير المادى واستخدام عبارات مبتذلة أثناء الحديث، وإظهار مفاتن الجسد بطريقة مبالغ فيها، وشرب الخمر وتزيين الفاحشة وتجميل السقوط للرجل. كما أكدت الدراسة ــ كما جاء فى صحيفة الأهرام - أن 35% من تلك النماذج التى تقدمها السينما يدفعها الثراء السريع لممارسة أعمال غير مشروعة...

تلك بعض التحديات التى تعانى المرأة من تبعاتها فى بلادنا، فإذا أضفنا إليها مجموعة المحاذير والتعليمات باسم تطبيقات التدين الشكلى التى يطالبها به أحبار وشيوخ عبر فرمانات الالتزام بأشكال وآداب وتعاليم الطهارة عند دخول بيوت الله والصيام وشكل الملابس وطرق التخاطب، إلى غير ذلك من محظورات، ما يكمل الصورة التى ينبغى أن تكون عليها فى كل تعاملاتها مع الدنيا التى باتت تضيق عليها، وهى التى أكدت الإحصائيات أنها وهى المعيلة تعول ثلث المصريين!!

وعليه، كيف يمكن للمرأة أن تلعب دورًا فى نشر ثقافة السلام إذا كانت تشعر أنها لا تعيش سلاماً داخليًا، وأن علاقتها مع ذاتها لا تعمرها مشاعر الرضا والطمأنينة والأمان وعدم الخوف من المستقبل؟!!...

 لذلك، وكما تؤكد الباحثة الدكتورة «وفاء جناحى»، وحتى تضطلع المرأة بدورها فى نشر ثقافة السلام فى المجتمعات فيجب التأكد من تمتعها بالسلام الذاتى وأيضا السلام الأسرى، ولن يتحقق ذلك إلا بضمان حصول المرأة على المكتسبات الإنسانية والاجتماعية والعلمية «كالاحترام، التعليم، العمل، حرية التعبير، التصويت والترشح»، وضمان تمتعها بحقوقها فى قوانين الأحوال الشخصية «سن الزواج، الإرث، الطلاق، حضانة الأطفال، الزواج بالإكراه، التبعية.. إلخ»، ليس هذا فحسب، بل لا بد من الاهتمام بالجانب التعليمى للمرأة لتتحمل قدرا من المسئولية، وكما قال الشاعر «الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق».

[email protected] com