رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا خلاف على ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة ترجمة للدبلوماسية المصرية النشطة في كل الاتجاهات وإن كان  توقيتها قد جاء في لحظة تتسم بالحساسية الشديدة خاصة ان السياسة الامريكية في الشرق الاوسط هذه الايام في حالة تصادم مع المصالح العربية ومع استمرار سخونة الازمات الاقليمية مثل سوريا واليمن وفلسطين أضف اليها الاوضاع غير المستقرة في دول الجوار في ليبيا والسودان ثم الحراك الشعبي في الجزائر، وبالتالي لا امل في احتمالات حدوث تغيير في المواقف الامريكية تجاه العالم العربي. باختصار، أدخل الرئيس الامريكي الحالى دونالد ترامب بلاده في موقف شديد الحرج بالنظر الى مواقف الادارات الامريكية الاخرى تجاه الازمات الدولية في فترات تاريخية سابقة وهذا ما سنحاول بيانه في السطور التالية.

شهد  العامان  1961 و1962  أخطر أزمة تعرضت لها العلاقات الروسية الامريكية خلال فترة ما يعرف بـ«الحرب الباردة»، وهي (أزمة الصواريخ الكوبية) التي نشرها الاتحاد السوفيتي بمنطقة الكاريبي وجزيرة كوبا في أكتوبر 1962، وكادت تؤدي الى قيام الحرب العالمية الثالثة، لولا معالجة الرئيس الامريكي آنذاك جون كيندي للموقف، بعد غزو خليج الخنازير في عام 1961 من قبل الولايات المتحدة بغرض اسقاط نظام الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، حيث نزع كيندي فتيل الأزمة عن طريق وساطة يوثانت السكرتير العام للأمم المتحدة في ذلك الحين، بعد أن أقنع السوفييت بسحب الصواريخ مقابل تعهد واشنطن بعدم التدخل في الشأن الكوبي.

واذا تخيلنا وقوع  مثل هذه الأزمة في عالم اليوم، وتساءلنا كيف سيتعامل الرئيس ترامب معها؟ لكان السيناريو اكثر درامية ويصل الى حد الكارثة العالمية، نظرا لطبيعة المعالجة المختلفة المتوقعة للأزمة من قبل ترامب، فقد ينفجر الموقف، لأنه سيعاند ويطلق تهديدات تعقد الأزمة، ويصل بالموقف الى حافة الهاوية وهي سياسة يُقصد بها تحقيق مكاسب معيّنة عن طريق تصعيد أزمة دولية ما، ودفعها إلى حافة المواجهة، مع إيهام الخصم أنه يأبى التنازل أو الرضوخ ولو أدّى به ذلك إلى اجتياز هذه الحافة الخطرة وقد استخدمها جان فوستر دالاس وزير الخارجية الامريكي اكثر من مرة خلال حقبة الحرب الباردة في الخمسينيات، ويبدو ان ترامب قد تأثر به الى حد كبير، لدرجة ان سياساته في معالجة الازمات الدولية، اقرب ما تكون لسياسة حافة الهاوية!

ومنذ ان جاء ترامب الى البيت الابيض، نجد أيضا ان سياساته تتسم بالرعونة ويغلب على مواقفه التسرع، الامر الذي قد يتسبب في مواجهة نووية غير محمودة العواقب، والفارق بين ترامب وكيندي، أن هذا الأخير كان سياسيا مرنا، يعي مصلحة بلاده، بينما ترامب يعتبر شخصية عنيدة متسلطة، ويميل الى استعراض قوته بشكل يظهره في قمة الغرور، وربما يفسر لنا هذا، استمرار الصدام بينه وبين وسائل الاعلام التي يصفها دائما بأنها كاذبة.

وفي الاسبوع القادم للحديث بقية.