عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين الحين والآخر يتردد مسلسل نووى إيران وخوف إسرائيل وأمريكا منه؛ ولكن سيظل نجح عملاء الموساد في اختراق منشأة نووية في طهران وتهريب نصف طن من المستندات والتسجيلات إلى إسرائيل، بل واعتراف وتباهى نتانياهو بسرقة مستندات البرنامج النووي الإيراني؛ لتدعم إسرائيل موقفها أمام العالم، وخاصة أنها ظلت لسنوات عدة تتباكى بأن إيران لديها برنامج نووي عسكري سري يهدف إلى تطوير قنبلة ذرّية يمكن إطلاقها بصواريخ بالياستية؛ وأن إيران تخدع المجتمع الدولي وتخرق التزامها بمنع انتشار الأسلحة النووية (NPT).. العجيب فى الأمر أن إيران لم تعلن عن فقدانها تلك الوثائق؛ خاصة أن عملية الموساد بدأت بعد الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015؛ حيث قام الموساد بمراقبة البرنامج النووي الإيراني، بهدف التأكد من إذا كانت إيران ستلتزم به؛ ومعرفة ماحققته إيران من ناحية تطوير الأسلحة النووية العسكرية قبل توقيعها على الاتفاق.

وفي العام الماضي وصلت إلى الموساد معلومات أن الأرشيف العسكري لمشروع «عماد»- وهو الاسم للمشروع العسكري النووي السري- قد نُقل إلى موقع سري في طهران لإخفائه عن جهات المراقبة الدولية.

بعد مرور عدة أسابيع نجحت حملة الموساد الكبيرة والتي شاركت فيها جهات استخباراتية بشرية وإلكترونية؛ وتوصلت الى الكشف عن المعلومات الهامة، ولذلك سافرت بعثة برئاسة رئيس الموساد، يوسي كوهين، والتقت بالرئيس ترامب ورئيس الوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)؛ وتبين من المادة، التي تضمنت مستندات علمية، مقاطع فيديو، نتائج تجارب، توضح أن إيران تنوي تطوير أسلحة نووية؛ من خلال مشروع نووي هائل بهدف تحقيق أهدافها.

وفى الحقيقة أن أسرائيل مشغولة بالعنصر البشرى الإيرانى أكثر من المشروع نفسه؛ لذلك نجد أن نتنياهو يصف عالم الفيزياء والضابط في الحرس الثوري الإيراني محسن فخري زادة بأنه يقود الدراسات النووية العسكرية في إيران بل وتعدى الأمر أكثر من ذلك بترجيح الخبير الاستخباراتي رونين بيرجمان أن يكون فخري زادة ضمن قائمة «الموساد» السوداء، نظراً لدوره البارز في برنامج إيران النووي، وأن خطة اغتياله وُضعت جانباً، منذ رئيس الحكومة، إيهود أولمرت؛ ولكن أولمرت حينها رفض الخطة خوفاً من إحباط العملية وضبط عناصر المخابرات الإسرائيلية على الأرض، وعدم محاولة «الموساد» اغتيال فخري زادة بعد تولي نتنياهو مقاليد الحكم في عام 2009 قد يعود إلى اعتقاد تل أبيب بأن الميت لن يعود مصدراً للمعلومات الاستخباراتية، خاصة أن السلطات الإسرائيلية كانت تراقب فخري زادة خلال سنوات، للكشف عن اتصالاته وتصرفاته.

ومن المعروف أن طهران اتهمت جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال علمائها النوويين بهدف منع تقدم برنامجها النووي وخاصة أن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون أعلن أن: في نهاية المطاف، بطريقة أو بأخرى، يجب وقف برنامج إيران النووي»؛ وأن «إسرائيل ستستخدم كامل طاقتها لمنع إيران من إنتاج الأسلحة النووية».. ويقال إن تلك العمليات تمت بيد عناصر مجاهدي خلق وذلك بدعم وتدريب من قبل الموساد الإسرائيلي؛ وعمليات الاغتيال يمكن أن تُنسب إلى إسرائيل بناء على مشاريعها السابقة كعمليات اغتيال العلماء النازيين، وقتل جيرالد بول، وعمليات اغتيال عناصر من حزب الله وحماس، مثل عماد مغنية ويحيى عياش من قبل الشاباك.

ومن المعروف أنه تم اغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين- مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن في طهران خلال عامين 2010-2012 م باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم، وأطلق الرصاص علي أحدهم أمام منزله.

وفي يونيه 2012، أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها ألقت القبض على جميع الارهابيين وراء الاغتيالات.

وفى الحقيقة أن الصراع الإيرانى الإسرائيلى حول المشروع النووى تستخدم فيه كل الوسائل الاستخبارتية بلاهوادة؛ وبالطبع سيشهد العالم تداعيات هذا الصراع ولمن ستكون الغلبة!