عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

من نِعم الله علىّ أن ألتقى فى أسبوع واحد، إمامىْ وخطيبىْ المسجد النبوى الشريف والمسجد الحرام، فبعد أسبوع من لقاء فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام المسجد النبوي، ألتقي فضيلة الدكتور فيصل بن جميل غزاوى إمام الحرم المكى وعميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، وقد استمتعت باللقاء الذى تناول قضية بالغة الأهمية وهى التجارة مع الله، والحقيقة أننى تملكتنى قشعريرة لم أعهدها من قبل عندما كان هذا اللقاء مع هذا العالم الجليل، لأنه معروف أن هؤلاء العلماء الأجلاء لهم هيبة لا نظير لها عند غيرهم من البشر أو حتى أصحاب المناصب الرفيعة.

فى هدوء العلماء وثقتهم اللا محدودة وبصوت هادئ ورخيم تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام عن التجارة مع الله والتى وصفها بأنها تجارة رابحة لا تعرف الخسارة، الذين يتاجرون مع الله سبحانه وتعالى، لابد أن تكون لهم سمات وصفات خاصة، وهى لن تتأتى إلا باتباع أخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وراح العالم الجليل يشرح كيف يتأسى المرء بأخلاق الرسول «صلى الله عليه وسلم» الذى كان قرآناً يمشى على الأرض، فالرسول الذى بعث ليتمم مكارم الأخلاق، تأدب على يد الله الخالق الأعظم، أليس الله القائل «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعندما يستمع المرء إلى الربط بين قضية المتاجرة مع الله والأدوات التى يجب أن يتسلح بها المرء فى هذه المتاجرة ومن خلال اتباع هدى الرسول «صلى الله عليه وسلم»، نجد أن حديث العالم الجليل يتملك كل الجوارح ويدخل القلب مباشرة.

إمام المسجد الحرام، لا يلقى عظات فحسب ولا يسلط الفتوى على أمر بعينه، وإنما ركز على قضية فقهية بالغة الأهمية، وهى فقه التجارة مع الله، والتى فى الغالب الأعم مما تغيب عن كثير من العلماء، وقد حدد فضيلته المعايير التى يجب أن يتسلح بها المرء فى هذه التجارة حتى يعتمد تحقيق الربح الوفير. وكلها تأتى فى إطار التأدب بخلق الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم». ما يعنى الوصول فى نهاية الأمر الى قضية بالغة الخطورة وهى عدم الغلو فى الفكر والرأى، وبالتالى يكون هناك التصدى الحقيقى للتطرف والإرهاب.

عندما يتسلح المرء بمنهج الرسول الكريم «صلى الله عليه و سلم» لن تجد غلواً أو تطرفاً، فى الفكر أو الرأى، فالقرآن الكريم يقول «وخلقناكم أمة وسطاً»، ولذلك نجد أن التجارة مع الله واتباع هدى محمد «صلى الله عليه وسلم»، لا تخلق مجتمعاً متطرفاً ولا أفراداً لديهم غلو فى الدين، فى ظل أمر مهم وهو ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.

 

[email protected]