بين السطور
بعد ثماني سنوات من العذاب واستباحة ارضها من عصابات مسلحة ومليشيات تنظيم القاعدة ودواعش، عادت الشقيقة ليبيا للمشهد السياسى والدفاعى من جديد ونهض الجيش الوطنى بعد ان التقط انفاسه ليحارب تلك الميليشيات والمرتزقة ويستعيد كرامة وطنه، ويطهر أرض بلاده من نجسهم، فقد كان يتناحر على أرض العاصمة طرابلس عشرات الفصائل الارهابية من داعش والإخوان والقاعدة وغيرهم.
إن المتابع للمشهد العربى يرى أن الليبيين هم من دعوا وطالبوا جيشهم ودعموه ليطرد الارهابيين من ليبيا وامدوا القيادة العامة للجيش الوطنى بفرق وعتاد لمحاربة تلك العصابات التى أفقدت الشعب الليبى الامل فى أن يعرف من يحكمه ومن يدير شئون بلاده . خاصة وان الاخبار عن الجماهيرية كانت تنحصر فى قيام تلك الميليشيات والعصابات بالقتل والخطف والذبح وهم مدعومون من قطر وتركيا وحتى إيران. وهى الأسباب التى دعت الجيش الليبى لبدء معركة التحرير لتطهير الأراضى الليبية من تلك الميليشيات الإرهابية. خاصة وان الحوار لم يحل القضية الليبية، بل وخرجت مظاهرات حاشدة للمواطنين الليبيين وكأن ليبيا كلها تظاهرت وخرجت عن بكرة أبيها لتطالب شقيقتها مصر بأن تظل بجوارها فى حربها على الارهاب بل وردد الشعب الليبى ايضا فى هتافاته على مدى الأيام الماضية عبارات يا سيسى يا حبيبنا وحياة الله ماتسيبنا.
لقد عاش الشعب الليبى فى رعب وهلع من جراء الخريف العربى أيضا على رغم أن الشعب الليبى معظمه قبائلى وعواقل ولكن ذلك لم يمنع كل العصابات هذه من التسلل لأرضها وأفسدوا مناخها كله، لتأتى انتفاضة الجيش الوطنى تلبية لرغبة شعبه لتحرير ارضه من دنس الانجاس والعصابات الداعشية لكن انتفاضته لم تلق قبولا من بعض الدول - منهم ما هو أوروبى ومنهم ما هو عربى وبعض تلك الدول تمسك العصا من النصف وكأنهم جميعاً استمرؤوا الخراب والدمار للوطن العربى تحت مسمى الخريف العربى ورغم تأكيدات المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى أن قتلى طرابلس ليسوا من المدنيين وإنما من الميليشيات التى نقاتلها وأن الجيش تقدم بشكل جيد فلم تهدأ دول من صانعى الخريف العربى.
وتشاءمت من معركة التحرير هذه، بل تدخلت فى الشأن الليبى وبمنطق حنية الحداية وزوجة الأب يطلبون هدنة بين الأطراف هناك أى أطراف تقصد تلك الدول الدخيلة ولما لم تدافع عن حق أصيل للشعب الليبى لتعاد له كرامته فى تطهير أرضه أن ما تطلبه تلك الدول هو ضرب من ضروب الخيال وعلى رأسهم بريطانيا التى سمحت للإخوان بالمكوث على أرضها بل واحتضنتهم وكذلك تركيا وقطر الداعمتان لتلك الميليشيات التى استولت على معظم أراضى الشقيقة بالطيران حسبما ذكر بيان الجيش الوطنى عندما قال قائد اللواء التاسع إن طيران الجيش الليبى سيرد على أى قصف جوى من طيران مصراتة.
إذن من الذى سلح هذه الميليشيات والعياذ بالله بالطيران إنها حقا امكانيات دول وليست عصابات دولية فقط، ألم تنظر هذه الدول المطالبة بالتهدئة المزعومة الى تلك الجماعات الخارجة عن القانون والمعتدية حيث تستخدم جميع الأسلحة المتطورة فى معركتها ضد الجيش الليبى. إن عملية تحرير طرابلس تأتى فى إطار جهود مكافحة الإرهاب والعصابات الإجرامية والخارجين عن القانون، والمتابع لما يحدث ولو بنظرة رجل الشارع يجد أن الجيش الليبى يسعى لبسط سلطة الدولة على جميع التراب الليبى، بعد أن استغل تنظيم القاعدة، الفوضى فى ليبيا ومصر فى عهد الإخوان، لإنشاء مراكز تدريب للعناصر المتشددة فى البلدين، والتى التحقت بعد ذلك بتنظيم أنصار بيت المقدس.
لقد شدد الرئيس السيسى على ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولى لوقف تدهور الأوضاع فى ليبيا ولتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة حيث إن عامل الوقت يعد حاسمًا للغاية.
يا سادة إن معركة جيش ليبيا هى معركة شعب انتفض فارتمى فى احضان جيشه لتحرير أرضه بدليل قيام اعداد كبيرة من الجماعات الخارجة عن القانون وبعض الميليشيات سلمت نفسها وأسلحتها إلى قوات اللواء التاسع مشاة الذى يقود المعركة فى الخطوط الجنوبية لمعركة تحرير طرابلس. إن مهمة قوات الجيش الوطنى الليبى هى حماية المدنيين من الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار فى ليبيا.اذن فما يضيركم يا أعداء من تنظيف البيت الليبى.