رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

الدكتور مصطفى راشد رئيس الاتحاد الإسلامى باستراليا، أفتى مؤخراً بأن شرب الخمر ليس حراماً زاعماً أن الآيات القرآنية لم تحرمه صراحة، ومن حق الرجل يقول ما يشاء ومن حق الآخرين أن يسفهوا حديثه باعتباره رأياً شاذاً وغير منطقى، بل صادم لجميع مشاعر المسلمين، ومخالف لرأي العلماء منذ نشأة  تفسير القرآن الكريم، والمعروف أن الحديث عن إعجاز القرآن نشأ مع نشأة تفسيره وكما يقول الدكتور حسين نصار شيخ المحققين إن المفسرين كانوا مضطرين فى تضاعيف تفسيرهم أن يتناولوا آيات التحدى وما كشفت عنه من عجز العرب عن الاتيان بمثل القرآن أو ما عرف فى التراث الإسلامى بمعارضة القرآن.

والتفسير القرآنى والحديث عن الإعجاز نشأ فى عهد الصحابة رضى الله عنهم أى فى القرن الهجرى الأول ومن بعدها نشأت التفاسير والحديث عن الإعجاز للقرآن الكريم.. ويقول ابن سراقة المتوفى سنة 410هجرية اختلف أهل العلم فى وجه إعجاز القرآن فذكروا فى ذلك وجوهاً كثيرة كلها حكمة وصواب وما بلغوا فى وجوه إعجازه جزءاً واحداً من عشر معشاره..  الذى دفعنى لهذه المقدمة هو الحديث عن المبهم فى القرآن الكريم والذى أفرد له السيوطى باباً كاملاً فى كتابه «معترك الأقران فى إعجاز القرآن» وسماه آيات مبهمة يحار العقل فيها»، ولم ترد فى هذه الآيات أن هناك إبهاماً أو حيرة فى تفسير آيات تحريم الخمر، حتى يتجرأ الباحث المقيم فى أستراليا لأن يحلل حراماً أو يحرم حلالاً، ولم يختلف العلماء على مدار تاريخ تفسير القرآن حول وجود نص يحيرهم بشأن قضية الخمر، بل إن النصوص القرآنية واضحة وجلية فى نظر كل العلماء ومؤكدين تحريم الخمر.. لست مفتياً ولا عالم دين، إنما كل المعلومات فى كتب التفاسير بلا استثناء قضت بتحريم شرب الخمر.

كما قلت إن آيات تحريم الخمر ليست من المبهمات حتى يختلف بشأنها العلماء، ورغم أن الإبهام فى القرآن الكريم يعد وجهاً من وجوه الإعجاز القرآنى، لم يورد العلماء القدامى مثل السيوطى ولا المحدثون مثل حسين نصار فى كتابه الإبهام فى القرآن، آيات الخمر على اعتبار أنها مبهمة، وبالتالى فهى واضحة وهناك إجماع على تحريمها.. وقد قرأت للدكتور سعيد عامر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن تحريم الخمر مر بثلاث مراحل استمرت خمسة عشر عاماً حتى استجاب المسلمون لأمر الله فى هذا الشأن.

أولى مراحل تحريم الخمر كانت من النبى «صلى الله عليه وسلم» عندما حرمها على نفسه قبل البعثة رغم أنها كانت فى الجاهلية كشرب الماء.. والثانية كانت الآيات القرآنية كقول تعالى «ومن ثمرات النخيل والأعباب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً».. وهنا لا نجد تحريماً قطعياً لشرب الخمر، ثم تم بعض التضييق على المسلمين فى شرب الخمر «يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون».. والثالثة: قطع بالتحريم تماماً فى قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون».

لا قديماً ولا حديثاً ولا حتى العلماء من أصحاب الشطحات اختلفوا فى تحريم شرب الخمر، فلماذا إذن إثارة هذا الرأى المخالف والذى لا يجوز فيه أى اجتهاد، وليس به إبهام أو ما يحار العقل فيه، أعتقد أن تصدير مثل هذه الفتوى الآن المقصود به هو إحداث فتنة وزعزعة فى نفوس البشر خاصة الشباب منهم، بل يجب على الذين يذيعون أو ينشرون مثل هذه الفتاوى الشاذة أن يمتنعوا عنها، خاصة أن هناك مسلمات لا تحتاج الى اجتهاد أو رؤى مضادة، ثم لماذا مثل هذه الفتوى الشاذة الآن؟ وما الهدف من ورائها، هل جر العلماء الى مناقشات عقيمة فيما لا فائدة منه، وإلهائهم عن قضايا أكثر اهتماماً مثل  تجديد الخطاب الدينى وخلافه؟!!.

[email protected]