رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ما هذا الغليان الذى اصاب العديد من شعوب الدول العربية حولنا؟ هل هو امتداد للربيع العربى الذى بشرتنا به السيدة كونداليزا رايس وزيرة خارجية امريكا فى عهد الرئيس بوش الابن؟ ام انه كالتقلبات الجوية التى تحدث احيانا فى فصل الربيع ثم تنقشع على خير؟

الاحداث من حولنا تتوالى سريعا وبشيء من العنف، وربما قد تؤدى لصراعات دامية بين الشعوب المجاورة. وعلى سبيل المثال، فها هى السودان جنوبا بدأت بمطالب اقتصادية عن الغلاء ورغيف الخبز والحد من ارتفاع الأسعار، ثم انقلبت الى المطالبة بعزل الرئيس البشير ولجأ الشعب السودانى إلى سكنات الجيش للاحتماء به والوقوف معا ضد حكم البشير. هذه التطورات التى تحدث جنوب مصر قد تتطور ويحدث ما لا تحمد عقباه، خاصة ان التيار الدينى المتشدد له اتباع كثيرة، وربما يحدث هناك مثل ما حدث عندنا فى يناير 2011.

اما من ناحية الغرب، فها هى ليبيا بدأ جيشها يتجه للعاصمة طرابلس، التى مازالت تحت قيادة القبائل والدواعش. هذا الزحف اذا استمر سيترتب عليه اضطرابات لا يعلم نهايتها الا الله سبحانه. واذا نظرنا غرباً أيضاً سنجد الجزائر على فوهة بركان، فبعد ان طالب الشعب بعدم ترشح بوتفليقة وأعلن الرئيس عدم ترشحه، تمادى الشعب فى مطالبه. ومن المعروف أن التيار الدينى المتشدد هناك له باع كبير، وهذه فرصة لكى ينقض على الحكم كما حدث فى مصر، ولو تم ذلك سيترتب عليه بحور من الدماء بين الجيش والتيارات المتشددة. وإذا نظرنا جهة الشرق سنجد حماس، وها هى المناوشات بدأت تشتد بينها وبين إسرائيل، وبالتالى فالمنطقة الشرقية أيضاً مشتعلة.

أخطر ما فى الأمر، أن أغلب الدواعش والارهابيين الذين تم ترحيلهم من سوريا والعراق او الذين فروا منها توجهوا الى السودان والصومال وموريتانيا وليبيا وكذا الجزائر، كل هؤلاء الارهابيين لهم خطورتهم فى المنطقة، وربما يتدخلون تدخلا صريحا واضحا الى جانب طرف من الأطراف التى تتنازع هذه الايام، ومن هنا تكمن الخطورة سواء فى المنطقة الغربية، أم فى المنطقة الشرقية، أم السودان جنوباً. فالأمر جد خطير بالنسبة لنا فى مصر، إذا ما حدث فى هذه المناطق ثورات دامية فقد يؤثر ذلك لحد كبير على مصر العزيزة.

مصر الآن محاطة بغليان شعبى كبير من كافة الاتجاهات شرقا وغربا وجنوبا، سواء من ناحية السودان ام من ناحية ليبيا ام من ناحية الجزائر ام من ناحية حماس، كل هذه المناطق بها غليان شعبى كبير، وقد يؤثر تأثيرا مباشرا على مصر، خاصة اذا ما تدخل اخوان الشياطين فى اى من هذه البلدان، فانهم لهم تواجد كبير هناك بعد ان فروا الينا فى اعقاب تطهير سوريا والعراق منهم ومن تنظيم داعش الارهابى. ما يقلقنى أن تكون هذه الاحداث هى امتداد للربيع العربى الذى بشرتنا به وزيرة خارجية أمريكا وبتخطيط من الدول الغربية، فإذا كان الأمر كذلك فان الوضع عندنا سيكون خطيرا جداً.

إنى أرى المخاطر محدقة بمصرنا العزيزة، ولا شك ان سيادة الرئيس السيسى على علم تماما بهذه المخاطر وسوف يتخذ الحيطة الكافية امام تلك التقلبات التى تحيط بمصر، ولا استبعد ابدا ان الزيارة الاخيرة التى قام بها السيد سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا مؤخرا لمصر كانت بسبب سخونة الاوضاع فى كل من السودان وليبيا والجزائر، ولا شك ان هذه المخاطر قد تم بحثها بين الجانبين المصرى والروسى خاصة أن الرئيس السيسى سيذهب الى روسيا لمقابلة الرئيس بوتين.

كما لا استبعد ان يولى الرئيس السيسى فى زيارته لأمريكا هذه الاحداث الاهتمام للحد من خطورتها على مصر، كما لا استبعد ان يتطرق ايضا للحديث حول ما سمى بصفقة القرن التى اعتقد انها ستكون النهاية لكل الصراعات التى تشهدها المنطقة. فإنى أتوقع أن تكون صفقة القرن من شأنها إنهاء المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية بحيث يكون للفلسطينيين جزء من الأرض وعاصمتها القدس الشرقية، وأن يعطى جزءا من صحراء النقب لكى يتم فيها تهجير الذين يريدون العودة، وأن تعاد الجولان للسيادة السورية، وبذلك تتم المصالحة بين العرب جميعا واسرائيل بمن فيهم الفلسطينيون.

كل ما أتمناه ألا يكون ربيع هذه الأيام مثل الربيع العربى الذى بشرتنا به وزيرة الخارجية الأمريكية، وان يكون ربيعا هادئا ننتفع به جميعاً، وأن يكون خيرا وبهجة على مصرنا العزيزة.

وتحيا مصر.