عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

بعيدا عن مشكلة غلاف مجلة الأهرام الرياضي، والتى فتحت الباب مجددا للحديث عن أزمة يواجهها الإعلام المصرى وصلت إلى حد السرقة الفنية فى انعكاس لحال التدهور الذى وصلنا إليه، فإن هناك مجموعة من الملاحظات على تغطية ذلك الإعلام لأنباء زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة، حيث يبدو من هذه التغطية أن إعلامنا لا يدرك حجم وقيمة وقامة مصر الكبرى التى تعتبر بحق فاعلا رئيسيا فى المنطقة ومن الصعب تجاهلها. لو كان ذلك الإدراك موجودا لدى بعض من قاموا بالتغطية الإعلامية لما بدا ذلك التهافت فيما قدموه سواء من متابعة مرئية أو مكتوبة لمجريات وتفاصيل الحدث.

إن أى مراقب مدقق للأمور حتى لو كان من بين أعداء النظام السياسى فى مصر لن يجادل فى التأكيد على أن هذا النظام لم يعد مأزوما على خلفية ما جرى فى 30 يونيو، وأنه استطاع من خلال مجموعة من السياسات تجاوز آثار ما جرى، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف على ذلك الذى جرى، فتلك قضية أخرى. وعلى ذلك فإن استجداء تأييد هذه الدولة أو تلك لم يعد ولا ينبغى أن يكون من بين ما يضعه الإعلام فى أهدافه.

ويأتى فى الصميم هنا تصريح الرئيس الأمريكى ترامب بشأن التعديلات الدستورية ردا على سؤال من أحد الصحفيين الأمريكيين حيث راح يجيب بالقول إنه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع، الأمر الذى هلل له بعض إعلاميينا واعتبروه وكأنه يصب فى اتجاه تأييد فكرة تلك التعديلات.

بالطبع فإن الرئيس ترامب يعلم كل شئ عن التعديلات الدستورية فى مصر وغيرها من خطوات تتم فى بلدنا على كافة الأصعدة، وربما كانت الإجابة النموذجية التى كان من المفترض أن يدلى بها ويتم الإشادة بها من قبل ذلك الفريق من الإعلاميين، هو القول بأن هذه التعديلات خطوة جيدة وتعزز التطور الديمقراطى فى مصر، أو لو أراد التزام الحياد والإيحاء بأن واشنطن لا تريد خوض غمار هذه القضية القول بأن هذا شأن داخلى مصرى يرفض التعليق عليه.

ربما يأتى تحليل الكاتب الدكتور عبد المنعم سعيد فى لقائه مع أحمد موسى خلال برنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد، ليعبر عن رؤية بالغة الموضوعية والفهم لما جرى، حيث وضع سعيد تصريح ترامب فى سياقه الصحيح وراح يشير إلى أن ترامب له فلسفة خاصة كرئيس أمريكى تختلف عن سابقيه سواء كان أوباما أو بوش الابن أو حتى كلينتون. تلك الفلسفة تقوم على إيلاء أهمية كبرى للمصلحة الأمريكية أيا كان موقع هذه المصلحة وبعد ذلك فإن أية أمور أخرى تحتل مرتبة ثانوية.

وقد عزز الدكتور سعيد رأيه بالإشارة إلى مواقف أمريكية تجاه الصين وروسيا تعكسها سياسات ترامب، وليس مصر فقط، بما يدعو لنزع الأوهام بشأن حقيقة أى مواقف أمريكية يتم النظر إليها على غير حقيقتها.

وعلى هذا فقد يكون من الأمور الصحية أن يركز الإعلام على الجوانب الموضوعية فى الزيارة والنتائج التى ربما تكون قد حققتها خاصة أنها تأتى فى وقت بالغ الحساسية بشأن قضايا عديدة وعلى رأسها تأييد ترامب لسيادة إسرائيل على الجولان، والتطورات الحاصلة على صعيد القضية الفلسطينية، وتأكيد الرئيس السيسى فى هذا الصدد بأنه لن يتم قبول فكرة قيام دولة فلسطينية بأقل من حدود 67 بما فيها القدس الشرقية، هذا فضلا عن استيضاح أبعاد ما يتردد بشأن صفقة القرن ونوايا الإدارة الأمريكية فى هذا الشأن.

فتلك هى القضايا محل الأهمية والاهتمام والتى لا شك أنها تأتى فى اولويات أجندة الرئيس السيسي، باعتبار أن لغة العواطف فى السياسة لغة لا محل لها من الإعراب. ولعله أبرز دليل على ذلك ما بثته وكالات الأنباء أمس عن ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو خلال جلسة استماع للجنة الشيوخ من أن شراء مصر مقاتلات سو – 35 الروسية، قد يؤدى إلى فرض عقوبات عليها، وذلك رغم الحميمية التى تبدو عليها علاقات مصر والولايات المتحدة.

فبهذا التناول ربما يقترب الإعلام فى تناوله من حجم التعاطى الحقيقى مع قيمة مصر وقامتها الكبرى فى الساحة الدولية!

[email protected]