رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

لو كنت رب أسرة.. متديناً وعلى خلق، تعمل ليل نهار من أجل حفنة من الأبناء فالنقل أربعة، اثنان منهم أدبهم الله تأديباً جميلاً، فساروا على نهجك، والآخرون أفلت عيارهم، وانجرفوا بعيداً عن إطارك الأخلاقى، لأسباب مجتمعية، ووراثية، وظروف آنية، المهم تشابكت كل الأسباب لتقسمك نصفين، نصف راضٍ عن البارين المحترمين من أبنائك، ونصف غاضب رافض، وللأسف كلما زرعت، أثمر نصف زرعك مع البارين، وفسد مع الفاسدين، ماذا ستفعل كأب مؤمن متفان مضح.. هل تواصل العمل لإصلاح الفاسدين من أبنائك، ولا تلتفت إلى من يرمونك بالأحجار ويتهمونك بالفشل فى تربيتهم، أم تتوقف وتتجمد متفرغاً للدفاع عن نفسك ودفع الأحجار، وماذا إذا تزوج الفاسدين وأنجبوا فسده، وزادت رقعة الألم والفساد، وأنت أب للجميع، وفرض عليك أن تتعامل مع الجميع، وتضحى لأجل الجميع، رغم لوم اللائمين واتهامك بالتقصير، لأن من يتهمونك لا يدرون بدقة الجهد والتعب والألم التى تبذله وأنت تحارب الفسدة، وتحاول إصلاح منظومة الأسرة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وليس حولك إلا قلة.. قليلة.. مخلصة، والسؤال الأهم.. هل تتخلى عن كل هذا وتترك الجمل بما حمل «لغيرك، أب آخر يقوم بدورك، ويكمل الرحلة مع البارين والفاسدين، وتريح نفسك من المسئولية، وتعيش ما تبقى لك لنفسك أى «تقضيها» وخلاص...؟.

مثل بسيط أسوقه لمن يرمينى القدر أمامهم، فى حوار يكاد لا ينتهى من حياتى يوميا مع غاضبين وغاضبات من مثقفين ومثقفات وهى نماذج أتعامل معها على كافة المستويات يصبون جام غضبهم على كل شىء فى مصر، ويقذفون أحجارهم، ويرشون ترابهم على اللبن، وينفثون دخان غضبهم آملين أن يتمدد فتغيم كل الرؤى، ونفقد جميعاً صوابنا والقدرة على التمييز بين الأباطيل التى يروجون لها وبين الحق، وكل دخان غضبهم ونيرانها بسبب ارتفاع الأسعار، بل للأسف منهم من يمحور الأمر كله فى كيلو طماطم وكيلو بصل، ويقول « طول ما الأسعار غاليه مش هنحس بأى إنجاز فى الدولة».

يا لكارثة ما يقولونه، ويا لهذا الدخان الأسود الذى تنفثونه حولكم وقد أعمى عيونكم، وأفقدكم حاسة التمييز بين من يخدعكم ومن يصارحكم، فمات لديكم الإنصاف، وسأرد تباعاً عليكم بالوقائع والأرقام والإنجازات، ليس تحيزاً لشخص، فأنا واحدة من ملايين لهم نفس الرأى، ولا يصيبنى خيراً مما أقول.. لكنها كلمة حق سيسألنى عليها الله، وبدءاً ذى بدء، ما أقوله ليس فزاعة كما يتهمنى بإثارتها البعض من المتشدقين والمقولبين فى دولاب المعارضة للمعارضة فقط، بل هو أمر حقيقى من أرض الواقع، فأول إنجار أراه للرئيس السيسى فى مصر هو النجاح فى استعادة الاستقرار والأمن، وبشكل سريع أوقف الانفلات البشع الذى شهدته مصر فى أعقاب ثورتى يناير ويونيه، ولله الحمد حمى الله مصر بفضل القيادة الواعية من مصير ليبيا أو العراق أو سوريا وغيرها، نجح فى توجيه الجهود لردع جماعات الإرهاب وتحجيم قدراتها، فانحسرت عمليات الإرهابيين الدموية، واستعادت مصر الأمن والأمان، ما أفسح الطريق أمام الانتباه للتنمية الاقتصادية والاستثمارات، كما انطلقت حملات التطهير لمكافحة الفساد والرشوة والمحسوبية والإهمال، فسقط المئات من اللصوص والفسدة وناهبى قوت الشعب وثرواته، ولا تزال الجهود مستمرة، كما وعدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ تولى قيادة البلاد، أنه سيجتث جذور الفساد تدريجياً، لعلمه وعلمنا أن الفساد متجذر فى دولة عميقة قبعت على صدورنا أعواماً طويلة تستنزفنا، ولا تزال أذنابها موجودة حتى الآن، والقضاء عليهم جميعاً يتطلب تكتيكاً واستراتيجية واعية حفاظاً على مقلدات البلد واقتصاده، لأنه للأسف هؤلاء يتحكمون فى اقتصاديات كبيرة بالبلاد، لذا يجب التعامل مع الإطاحة بهم بحكمة مدروسة...... وللحديث بقية!

[email protected] com