رؤى
من أين تأتى كل هذه الأموال؟، كيف ترتفع نسبة الودائع بالبنوك فى بلد 70% من سكانه بالكاد يعيشون، قبل فترة أصدر البنك المركزى تقريرا، أكد فيه ارتفاع الودائع بالبنوك بنسبة كبيرة جدا، وأنها وصلت إلى عدة تريليونات.
وأذكر أن الودائع ارتفعت، حسب المركزى، نهاية العام الماضى بنحو 38 مليار جنيه، ليصل فى نهاية سبتمبر الماضى إلى 3.644 تريليون جنيه، مقابل 3.606 تريليون جنيه فى أغسطس السابق له.
الملفت فى التقرير آنذاك، أن اجمالى ودائع المواطنين وصلت نحو 3.122 تريليون جنيه مقابل 3.083تريليون جنيه فى الشهر السابق، واجمالى ودائع المواطنين بالعملات الجنيه تقدر بحوالى492.9 مليار.
أغلب التقارير والدراسات والإحصائيات الحكومية المحلية والأجنبية أكدت أن معتدلات الفقر فى مصر مرتفعة جدا، وقد زادت نسبتها بعد قيام ثورة يناير بسبب الفوضى، وزادت الضعف بسبب تعويم الجنيه.
فى آخر تقرير للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أكد أن 27.8% من السكان فى مصر فقراء،ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء،وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلى فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحرى.
وقد قاس بعض الخبراء نسبة الفقر قبل عام بمبلغ 800 جنيه، من يقل دخله عن هذا المبلغ يعد معدما، ومن يقل دخله الشهرى عن 1500 جنيه فهو فقير جدا.
وبناء على ذلك أكدت تقارير مركز الإحصاء العام الماضى أن نسبة من هم تحت خط الفقر أكثر من 27% من السكان، حوالي 30 مليون مواطن، وأغلب الظن أن النسبة أكبر من ذلك بكثير، وإذا أضفنا لهم أصحاب المعاشات فنحن نتحدث عن أكثر من 70% من المصريين.
من المؤكد أن هذه الشريحة من المعدمين والفقراء لا تمتلك أموالا لكي تودعها فى البنوك، وكذلك الشريحة الأعلى منها، وهى التى بالكاد يكفى دخلها فى توفير احتياجاتها الشهرية، إذن السؤال الذى يجب أن نطرحه: ما هو عدد الأفراد الذين يمتلكون ودائع بالبنوك؟، وما هى نسبتهم من اجمالى السكان؟، وما هو حجم المبالغ التى أودعوها؟، ربما تعرفنا بشكل أوضح على عدد الذين يمتلكون الأموال فى مصر؟.