عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدور الرئيسى للإعلام ليس مجرد معلومات أو سياسة أو أخبار أو توجيه للرأى العام وأيضاً ليس دور الإعلام الترفيه والضحك وتقديم الفنون أو الفتاوى والدراما وإنما الإعلام الجديد تطور تطوراً ملموساً فوصل إلى الأطفال والمراهقين من خلال الإنترنت وقنوات اليوتيوب والتى تقدم كل ما هو جيد أو كل ما هو ردئ وغث دون حسيب أو رقيب ودون وجود آليات فاعلة وحاكمة للإعلام الفضائى الاليكترونى والذى دخلته العديد من الشركات الإعلانية وليس الإعلامية وأنتجت أعمالاً للأطفال تتراوح ما بين الألعاب الذكية والألعاب المدمرة العنيفة وأيضاً أفلام كرتون مدبلجة بلغات ولكنات خليجية وشامية أو أفلام كرتون بلهجة مصرية متدنية تحوى أفكاراً ومعلومات بعضها جيد والكثير سيئ دون دراسة علمية للمرحلة السنية أو العمرية الفكرية والسيكولوجية للأطفال والمراهقين ولم تلتفت كليات الإعلام وأقسامها المختلفة لأهمية الدور الجديد للإعلام واكتفت بالأقسام التقليدية والمشروعات الكلاسيكية عن الصحف والمجلات أو الأفلام والأخبار السياسية والتسجيلية أو الحملات الإعلانية للترويج لمنتجات وشركات ولم تغطى قنوات اليوتيوب تقديم أعمال تربوية تثقيفية إعلامية شيقة للأطفال وللمراهقين عبر ربوع مصر وأيضاً عبر الوطن العربى والعالم يتطلب البحث عن مصادر التوعية الثقافية بالوطن بداية من الآثار والمتاحف والقصور نهاية بالأماكن والبشر أو الشخصيات الهامة والمؤثرة والتى لعبت دوراً كبيراً فى تشكيل وكتابة تاريخ مصر ووجدانها.. لكن هناك العديد من المتاحف مغلقة للتجديد أو لأسباب أخرى بالرغم من أهميتها القصوى مثل المتحف الزراعى ومتحف الشمع ومتحف البريد ومتاحف أخرى تحتاج إلى العديد من التصاريح الأمنية والحكومية وتَدَخُل الوزير شخصياً ليسمح للطلاب بالتصوير والبحث والمعرفة وفى بعض الأحيان يطلبون أموالاً خرافية من الطلاب نظير التصوير تجعل من ذلك العمل أمراً مستحيلاً ومع هذا فإن الإصرار على استكمال المشروع الإعلامى البحثى يدفع الشباب إلى إيجاد وسائل وطرق للوصول إلى الهدف المراد من تقديم مصر بكل كنوزها وقصورها ومتاحفها وآثارها القديمة والحديثة الفرعونية والقبطية والإسلامية والعلوية إلى أى طفل يعيش فى قرية بعيدة بالصعيد لكنه يملك تابلت إلكترونى يستعمله استعمالات خاطئة أو صائبة ولا يدرك حجم وقيمة وروعة مصر التى لا يستطيع أن يزورها بسهولة ويسر للتكاليف وللمسافة وللظرف والحال والوضع فمثلاً قصر عابدين وهو أحد القصور الرئاسية لا يفتح للجمهور لأنه مازال فى طور التجديد والترميم ولأنه يعد تحفة تاريخية معمارية تحكى وتروى تاريخ مصر الحديث وعلاقتها بالعالم وإن كان المتحف قد فتح للجمهور إلا أن الكنز الحقيقى المكون من 550 حجرة وعدة مبانٍ وحديقة كبيرة ومسجد وكشك موسيقى وشاى ومسرح وحمام للسباحة وقاعات من الرخام والفسيفساء وصور لملوك وزعماء العالم، كل هذا لم يفتح بعد للجمهور باعتباره جزءاً من قصور الرؤساء ولأن قيمة المكان قد تتعرض للتلف إذا كانت مباحة للجميع دون أى ضوابط أو مصروفات نظير الصيانة والحماية والأمن.. وقد كانت حديقة قصر عابدين مليئة بالنخيل الباسق لكنه نخيل لا يطرح ولا يثمر ثمراً لأنه نخيل ملوكى.. فالملوك لها قيمة وصولجان وجمال وبهاء فى المظهر بينما لا تطرح ثماراً تشبع وتروى العطش والجوع.. هكذا القصور رائعة وفخيمة وجميلة وقيمة دون دفء البيت ورائحة الخبز والطعام ودخان الفرن وصوت الحب والحنان.. الإعلام رسالة للجميع وليس صورة أو خبرًا لملك أو زعيم.. ليس «نخيل ملوكى»..