رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

ما سوف يأتى سريع، خاطف، وغريب يحتاج إلى استعداد وتأهب وتحضير. لا مكان فى عالم الأقوياء لساكن، ولا موقع لتقليدى، ولا مساحة لدولة لا تسبق الغد، وتستثمر فى الصغار، الأطفال، والألباب الجديدة.

قال لى ميرزا حسن، وهو أحد كبار مدراء البنك الدولى فى واشنطن، والذى التقيته مؤخراً إن الجامعات المرموقة فى العالم لن تصمد لرياح الذكاء الاصطناعى.

إن 70% من أساتذة الجامعات والمعاهد العالمية فى أمريكا وأوروبا خارج حركة الزمن، وسيتعطلون عن العمل لأنهم لا يقرءون عقول الأجيال القادمة.

قال الرجل أيضاً إنه لا مكان لحملة الدكتوراه والدارسين لسنوات وسنوات فى عصر التكنولوجيا الساحرة. وحكى أنه سافر ومعه عشرات القيادات فى البنك الدولى إلى سان فرانسيسكو، ليستمعوا لمحاضرة جديدة عن مستقبل البرمجيات، كان ميرزا ومن معه من خريجى جامعات العالم المرموقة مثل هارفارد منبهرين بمحاضرة المستقبل، وظلوا ساعتين صامتين يرهفون السمع لما يقوله المحاضر الذى لم يتجاوز عمره السابعة عشرة.

خيال ينقلب واقعا أسرع مما نتصور. علوم تخمد، وأفكار تصعد، وأحوال تتبدل، ونظريات تفقد بريقها، ووحده الخالق الأعظم له الثبات الدائم.

فى ظرف سنوات قليلة، وحسب المحاضرة المذكورة، فإن الماكينة ستحل محل الإنسان، وسيفقد ثلثا أصحاب الوظائف وظائفهم لأن التكنولوجيا ستؤدى الأعمال أسرع وأتقن وبكلفة أقل.

ووفق تصور الرجل، فإن ذلك يعنى أن رسائل الدكتوراه والعلوم التقليدية وأصحاب سنوات الخبرة والدراسات طويلة الزمن لا مكان لهم، بل إنه يقول صراحة إن الدراسات الأحدث فى سوق العمل تشير إلى أنه كلما زادت سنوات الدراسة وتنوعت رسائل الدراسات العليا لدى الشخص، فإن فرصه فى العمل تقل. وببساطة، فإن الوظائف فى عالم الغد ستذهب لأصحاب المهارات لا أصحاب الشهادات العلمية. وكرر الرجل أن كافة العلوم التقليدية تندثر بسرعة لحساب الابتكار والإبداع والأفكار المستحدثة، ومَن لا يسارع باللحاق بركب التطور المعرفى فإنه سيبقى تابعا مُنهزماً.

فى الوقت الحالى، على الأقل فى الدول المتقدمة، لا عمل للأطباء. لماذا يتعين عليك الذهاب للطبيب؟ قال لى ميرزا حسن إنه لا يفعل. عندما يمرض يتصل عبر محموله بماكينة «روبوت» ويخبره بما يشكو من أعراض، وتنتقل للروبوت عبر ساعة يده قياسات ضغطه، ونبضه، وصور ضوئية لما داخل جسده، ليتلقى من الروبوت الذى لا يعرفه تشخيصا دقيقا، ثُم علاجا محددا. فيما بعد ستتطور الأمور بشكل أكبر وسيصبح من اللازم النظر بعين الإخلاص للاستثمار فى البشر.

العالم الحديث يتجاوز الثورة الصناعية إلى الثورة المعرفية، وعلى الأمم الناهضة أن تُشمر سعيا إلى مصاف بلاد العطاء لا التلقي، أن تُركز استثماراتها فى الإنسان، أن تنسف مقررات التعليم، وتعيد رسم عقول بكر يُمكن أن تسبق وتتقدم وتعلو.

افتحوا شبابيك أحلامكم، وسارعوا إلى عالم سباق يغلب فيه الصغار، وينتصر فيه المختلفون، والحدثاء فكراً ومنطقاً وأسلوباً، تلك هى مشروعات التنمية الحقيقية، فاغتنموها.

والله أعلم.

[email protected]