عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«أكد الملحق العسكرى فى (مقديشو) أن الصومال تسلمت 22 دبابة (تى 5) من مصر، وشاركت فى العرض العسكرى فى 21 تشرين الأول، ومن المقرر إرسال دفعة مماثلة فى بداية تشرين الثانى، وبإرسال هذه الشحنة تكون صفقة الأسلحة المصرية مع الصومال قد اكتملت».

من الوثيقة رقم 23 الصادرة عن وكالة المخابرات (واشنطن) إلى مكتب المخابرات الدفاعية بتاريخ 27 تشرين الأول 1979م تحت عنوان (توريدات الأسلحة المصرية).

وددت أن أبدأ مقالى اليوم بهذا الجزء الوثائقى الذى يشير بدوره إلى عمق الدور التاريخى المصرى فى القارة الأفريقية بصفة عامة، وعلى التاريخ المشترك بين مصر ودولة الصومال تحديدًا. وقد أتت مناسبة الحديث عن ذلك فى إطار حفل توقيع كتاب (العلاقات المصرية الصومالية) الذى أقامته مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات المعرض الدولى للكتاب بالإسكندرية هذا العام، وقد سعدت واستمتعت وشرفت يوم الخميس الماضى بمناقشة هذا الكتاب أو البحث المعمَّق للباحثة (هبة دياب)، وهو فى أصله عبارة عن أطروحة نالت بها الكاتبة درجة الماجستير فى التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الإسكندرية.

وعلى الرغم من الظرف الصحى الصعب الذى أمرّ به هذه الأيام جرَّاء خضوعى لعملية جراحية الأسبوع الماضى، لكنَّنِى حاولت المقاومة حتى لا أُضطر للاعتذار عن عدم حضور تلك الدعوة لمناقشة الكتاب، وذلك لعدة أسباب؛ لعل أهمها هو دعمى الكامل وإيمانى بأهمية الدور الكبير للمرأة فى المشاركة فى الحياة العامة وبخاصة فى مجالات البحث العلمى، وانعكاسات تلك المشاركة على تقدم المجمعات. وقد أصاب بالفعل من قال: «إذا علَّمت ولدًا؛ فقد علَّمت فردًا، وإذا علَّمت امرأة؛ فقد علمت أمة»، فالنساء كما تخبرنا لغة الأرقام يُشَكِّلْنَ نصف تعداد سكان الكرة الأرضية، وهن -أيضاً- المسئولات عن تكوين وجدان وتخريج النصف الآخر -الرجال - للعالم. إذن، هن سبب كل تقدم بكل فخر، وأى تأخر بكل أسف!

ولعل السبب الآخر -الذى لا يقل أهمية- هو أن الباحثة هى إحدى متحديات إعاقة فَقْد البصر المكفوفات -على الرغم من أننى لا أفضل استخدام هذه الكلمة، فالعمى الحقيقى هو عمى البصيرة بعمى العقل والقلب لا حاسة النظر إطلاقًا، فبإنتاجها العلمى هذا تفتح لنا طاقة من الأمل فى ظل عتمة اليأس السائدة حولنا بكل أسف! وتضرب لنا مثلًا ملهمًا للفتاة المصرية فى قوة الإرادة والتحدى والريادة أيضاً. وأقول رائدة لأنها من المعدودات على أصابع اليد الواحدة فيمن تناولن هذا الموضوع غير المتداول، ولعلى أتصور أننا فى أَمَسِّ الحاجة لمثل هذه النماذج المحفزة، ولنا أن نتخيل جميعًا كَمَّ ما واجهته الكاتبة لظروف بصرها من صعاب خلال رحلة بحثها التى استمرت مدة ثلاث سنوات.

ولعل سببًا متحيزًا خفيًّا ربما لم أُرِد الإفصاح عنه، وهو أن الباحثة اسمها (هبة) من باب الدعابة بالتأكيد!

وربما يرجع السبب الثالث أهمية الكتاب من الناحية التاريخية، فالتاريخ هو وعاء للتجارب الإنسانية، وعلينا دراسة إنجازاته وانتكاساته.

والسبب الرابع هو أن أحد أهم الإنجازات الإيجابية للقيادة السياسية الحالية قد تمثَّل فى محاولة استعادة الدور المصرى فى أفريقيا، ويجب علينا جميعاً دعم هذا التوجه وتعميقه من خلال التأكيد على انتماء مصر الأفريقى، وحقها فى المحافظة على أمنها القومى ومصالحها وخاصة فى القرن الأفريقى.