عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ان النمو العقلى  يعد اساسا فى تطور القدرة على التفكير والتعلم وحل المشكلات وتحسين الأساليب التي يستخدمها الفرد في ذلك كله... ولا يكون حديثنا عن النمو المعرفي أو العقلي مكتملا ما لم نتعرض لنظرية العالم السويسري جان بياجيه  Jean Piaget الذي يعرفه بمثابة تغيرات تحدث في الأنظمة العقلية مثل الانتباه والتعلم والتفكير والتذكر وتحدث هذه التغيرات بالتقدم في مراحل العمر المختلفه.

وينص الافتراض الرئيس في هذه النظرية على أن النمو المعرفي العقلي ينتج مما يقوم به الطفل من أفعال صريحة تتحول إلى صور ذاتية داخلية تسمى " التفكير"  ويعتبر بياجيه من بين العلماء المعروفين الذين تمكنوا من صياغة نظرية معرفية تتعلق بتكوين البنى المعرفية ونمو العمليات الإدراكية في كل مرحلة من مراحل تطور الفرد، وتعتمد هذه النظرية في التطور المعرفي على التفاعل المستمر بين الفرد وبيئته حيث يتم التعلم نتيجة الخبرة التي يكتسبها الفرد من هذا التفاعل.

اذا فأن مراحل النمو العقلي والتي تعبر عن تطور التفكير عند الأطفال، والتي بدورها تعد من النتائج التي أفرزتها نظرية بياجيه والمنبثقة عن تجاربه العديدة، حيث قسمها الى اربعه مراحل وهى:

من الميلاد حتى عامين وتسمى  المرحلة الحس حركية  وهى مرحله ما قبل اللفظيه وقبل الرمزيه، فنمو الطفل عقليا في هذه المرحلة ينتقل من الحركات والانعكاسات العفوية إلى عادات مكتسبة، والقيام ببعض الأفعال التي تدل على ذكاء.
من عمر سنتين الى سبع سنوات.. وهى  مرحلة ما قبل العمليات هذه المرحلة تتمثل قدرة الطفل على استخدام الكلمات التي تعبر عن الأشياء، ويبدأ في التعامل مع الرموز وتمثيلات للعالم الذي حوله، ولا يوجد في هذه المرحلة ما يدل على عمليات تمكنهم من التفكير المنطقي.
مرحلة العمليات المحسوسه وتمتد من 7 إلى 12 سنة ) :أهم ما يميز هذه المرحلة  أن الطفل يبني التفكير المبني جزئيا على التعامل مع المحسوس بالأشياء، وتكون عمليات التفكير عنده قابلة للمعكوسية مثل الإبدال أو التبديل.
مرحلة العمليات المجردة وتبد أ من سن 12 إلى ما بعدها... وفي هذه المرحلة يتعلم  الطفل الاستنتاج بطرق استنباطية، وباستخدام الرموز والأفكار المجردة وتكون عمليات التفكير غير مرتبطة بالتعامل مع الأشياء المحسوسة.

جدير بالذكر والاشاره ونحن نتحدث عن مراحل النمو العقلي إلى أن نشير ايضا الى الأكاديمي السوفيتى فايجوتسكى vygotsky والذى أشار إلى وجود بين هذه المراحل منطقة أسماها " النمو الوشيك ، « zone of prozinal developement » ويعني بذلك إمكانية أن يتقدم فيها الطفل /المتعلم إلى المرحلة العقلية التالية قبل وصوله إلى مرحلته العمرية الموازيه.

وبصيغة أخرى يعني فايجوتسكي ليس بالضرورة أن تحدث هذه المراحل الأربعة بترتيب ثابت عند جميع الأطفال، بل يمكن لطفل إذا دعم بدعامات خارجية أن يصل إلى مرحلة عقلية قبل أن يصل سنه إلى المرحلة العمرية التي تتناسب معها أو تقابلها. كما أثبتت بحوث بياجيه أن جميع الأطفال يمرون بهذه المراحل وأن لخصائص هذه المراحل انعكاسات ايجابية على تربيتهم، حيث يمكن أن يستفيد منها معلم المدرسة الابتدائية بشكل خاص في بناء الاختبارات لقياس الاستعداد للتعلم، وفي توزيع محتوى المناهج على المستويات العمرية، وفي استخدامها أثناء التعلم، وفي بناء الاختبارات التقييمية التحصيلية للقدرات والمهارات العقلية.

 بناءا عليه فانه اصبح لم يعد الاهتمام في التعليم الحديث قاصرا على اكتساب المهارات أو دراسة الحوافز الدراسية، بل أصبح الاهتمام موجها إلى دراسة ما الذي يمكن أن ندرسه ومتى وكيف ندرس المفاهيم  بالصورة التي تناسب التلاميذ في مراحل نموهم المختلفة، وان كانت خبرة المعلم تمكنه من معرفة ما إذا كان تلميذه قد ألم ببعض المعلومات الرياضية على سبيل المثال ، أو في استطاعته القيام ببعض العمليات الحسابية بدقة، لكن ذلك لا يدل بالمرة على أن التلميذ قد استوعب وفهم فهما عميقا المفاهيم والأساسيات الموجودة وراء العمليات المختلفة، أي ما قد يكون واضحا في ذهن المعلم قد لا يكون له أي دلالة بالنسبة لعقلية المتعلم، وهنا يجب أن يأخذ في الحسبان مستوى النمو العقلي ونوع التفكير في مرحلة النمو التي يمر بها التلميذ وإلا تعقدت العملية التربوية في غير صالح المتعلم، فإذا تعلم هذا الأخير أن يعي على سبيل المثال فى تعلم الرياضيات ما هو مفهوم العدد قد يدفعه ذلك إلى التمكن من فهم المبادىء الأساسية للرياضيات التي سيقابلها فيما بعد، أما إذا قدمنا العمليات الحسابية لتلميذ لم يصل بعد نموه إلى درجة يتقبلها بالصورة المعطاة فإن التلميذ سيجد نفسه أمام الرموز الغامضة التي قد تولد له الخوف من الماده والكراهيه لها.

خلاصه القول نحن فى حاجه الى دراسات مكثفه لمعرفه الخصائص العقليه لاطفالنا قبل الشروع فى تطوير مناهجنا وبرامج التعليم حتى نتمكن من بناء مناهج وبرامج تتلائم مع النمو المعرفى العقلى لاطفالنا.. وهذا بالطبع يجعل التعليم اكثر ايجابيه وفاعليه.