عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لعل البعض منا قد تابع بمزيد من التعاطف ما يواجهه وزير التربية والتعليم من موجات من الغضب والرفض لمنظومته، وهو أمر متوقع أو كان يجب أن يتوقعه الوزير، بل وكل صاحب توجه حداثى أو إصلاحى مهما حاول اتخاذ كل خطوات التدبر والحذر قبل الشروع فى تنفيذ مشروعه..

فقد باتت الأمور مستقرة لأصحاب المصالح فى استمرار نظم العمل التقليدية البالية القديمة، حيث تحتشد  كتائب الاستفادة باستمرار وجود مراكز الدروس الخصوصية، وطباعة الكتب الكثيرة وحقائب تشويه عظام أجساد فلذات الأكباد ومنتجى الكتب الخارجية الذين لم يتخيلوا أن تأتى الساعة للاستغناء أو على الأقل تقليص وجودهم النفعى والانتهازى..

فى مؤسساتنا الحكومية، تأخذ مقاومة التغيير العديد من الأشكال، بعضها يكون ظاهراً مثل تكوين تجمعات، المصارحة برفض التغيير أو ترك العمل، والبعض الآخر ضمنى أو غير ظاهر كاستغراق فترات أطول فى تنفيذ الأعمال، أو زيادة عدد الأخطاء المرتكبة، تمارض العاملين وزيادة عدد الغيابات, كما تنجم مقاومة التغيير عن قلة الفهم وعدم الثقـة، فقد يكون السبب فى المقاومـة هو نقص المعلومات اللازمة، فعدم معرفة الأفراد لطبيعة التغيير  وأهدافه، نطاقه، أو طرق تطبيقه، وأهم من ذلك نتائج التطبيق وتأثيره عليهم يؤدى غالباً إلى رفض هذا التغيير وظهور ردود فعل تدل على هذا الرفض, كما أنّ نقص ثقة الأفراد فى دوافع من ينادون بالتغيير تعد سبباً للمقاومة.

عبر رسائل بديعة ورائعة حررها «نهرو» الزعيم الهندى الكبير إلى «أنديرا» ضمنها كتاب للكاتب الكبير الراحل «أحمد بهاء الدين» حدثنا فيه عن مقاومة التغيير عبر تلك الرسائل.. أذكر منها تلك السطور حول ما حفظه التاريخ لما كان يحدث فى انجلترا وأوروبا بشكل عام، كتب الزعيم:  «لقد كانت الأحوال فى المصانع مرعبة، وبيوت العمال أو جحورهم رديئة جدًا، كان البؤس ضاربًا أطنابه بينهم، والأطفال الصغار والنساء يضطرون إلى العمل ساعات طويلة بلا شفقة، ومع ذلك فقد كانت كل المحاولات التى تبذل لتحسين حالة هذه المصانع والبيوت عن طريق التشريع، تقاوم بشدة من أصحاب المصانع، وكانوا يقولون إن مثل هذه التشريعات تعتبر اعتداء مخجلاً على حقوق الملكية! حتى محاولة إدخال الشروط الصحية فى البيوت التى يسكنها العمال، كان أصحاب المصانع والبيوت يقاومونها على هذا الأساس ذاته!.. كان العمال الإنجليز التعساء يموتون موتًا بطيئًا من الجوع وإرهاق العمل، وبعد الحروب النابليونية كانت انجلترا نفسها مرهقة، واقتصادها محطمًا والعمال يقاسون أكثر من سواهم، وفكر العمال فى إنشاء هيئات تدافع عنهم وتكافح من أجل تحسين حالتهم، وفى الزمن القديم كانت هناك هيئات للصناع والعمال المهرة، ولكنها كانت شيئًا يختلف عن هذه المنظمات الجديدة تمام الاختلاف، ومع ذلك فربما كانت ذكرى هذه الهيئات القديمة هى التى أوحت إلى عمال المصانع فكرة تكوين منظمات منهم، ولكنهم منعوا من ذلك، فقد كانت الطبقات الإنجليزية الحاكمة ترتعد من الثورة الفرنسية، حتى أنها سنت قوانين تحرم على العمال حتى مجرد الاجتماع لمناقشة آلامهم الرهيبة.. كان القانون والنظام فى انجلترا.. كما هو الآن فى الهند هو السبب الوجيه الذى يبديه أولئك القابضون على السلطان للاحتفاظ بسلطانهم، وبأرواحهم!..».. وللمقال بقية..

[email protected]