عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

العلاقات المصرية - السعودية، ليست شيئًا عاديًا ولأى دولة أخرى تقيم مصر معها علاقة، إنما هى رباط مقدس قائم على جسور متينة تضرب بجذورها العميقة فى التاريخ، ولا أحد ينكر أن هذه العلاقة متميزة وتكتسب صفة القوة والاستمرارية، لأن المكانة والقدرة الكبيرة التى تتمتع بها الدولتان باعتبار أنهما قطبان مهمان فى النظام الإقليمى العربى. كما أن هناك رابطا آخر مهما وهو التشابه فى التوجهات السياسية المصرية والسعودية، كان سببًا مهمًا فى التقارب حول العديد من القضايا الدولية وقبلها العربية والإقليمية.

وللسعودية مواقف كثيرة تجاه مصر على مر التاريخ وسنذكر جانبًا من هذه المواقف التاريخية والمحطات العظيمة التى ربطت بين البلدين الشقيقين، ففى عام 1926 تم عقد معاهدة صداقة بين البلدين، وفى عام 1939 وقعت مصر مع الرياض اتفاقية التعمير، والتى بموجبها تم إنجاز عدد من المشروعات العمرانية فى السعودية، وكان لمصر والسعودية دور بارز مهم فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، وأعقبتها زيارة الملك عبدالعزيز -المؤسس- إلى مما زاد من عمق العلاقات بين البلدين.

ولا أحد ينكر الموقف السعودى الرائع إزاء مطالب مصر فى جلاء القوات البريطانية عن الأراضى المصرية، ووقفت إلى جوار القاهرة فى جميع المحافل الدولية، وفى 27 أكتوبر 1955 تم توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين وترأس وفد السعودية فى التوقيع عليها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز، وكان الدور البارز جدًا للسعودية أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، حيث وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جوار مصر على جميع المستويات سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ولا أحد ينسى الموقف السعودى العظيم. عندما قدمت الرياض إلى مصر مائة مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد العالى فى أسوان.

وكان هناك موقف لا يمكن أن ننساه وهو العلاقات بين البلدين، عندما أعلنت السعودية فى 30 أكتوبر 1956، التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان على مصر. بل قامت المملكة بوضع مقاتلات تابعة للقوات الجوية السعودية تحت تصرف القيادة المصرية. وشارك فى هذه الحرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والملك فهد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالعزيز.

أما فى العدوان الغاشم الذى تعرضت له مصر وسوريا والأردن عام 1967، فخرج فيه الملك فيصل بن عبدالعزيز بنداء إلى الزعماء العرب مطالبا بضرورة الوقوف إلى جوار الدول الثلاث المعتدى عليها، وقدم كل الدعم لها، وفى حرب 1973، قطع الملك فيصل بن عبدالعزيز إمدادات البترول عن الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل، مساندة لمصر فى هذه الحرب. وقام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمشاركة على الجبهة المصرية، بل إن الملك فيصل طاف بموكب شعبى فى عدد من المدن المصرية وعبَّر المصريون بلافتات ترحيب قالوا فيها: «مرحبا ببطل معركة العبور، فى إشارة للرئيس أنور السادات، ومرحبا ببطل معركة البترول فى إشارة للملك فيصل. ولا أحد ينسى الدور العظيم للسعودية خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ودور الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبد الدهر، والمواقف السعودية تجاه مصر كثيرة، تحتاج إلى مجلدات لذكرها، وكذلك المواقف المصرية تجاه الرياض، ما يعنى أن هناك قاسما ورابطا مشتركا بين البلدين الكبيرين ولا تزال السياسة المصرية - السعودية تجاه الحرب على الإرهاب ثابتة وقوية.

 

«وللحديث بقية»