عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير..

لا يجب ان نأخذ تصريحات توفيق عكاشة التى أطلقها فى أحد البرامج الحوارية على محمل الهزل.. عكاشة الفائز بمقعد فى البرلمان بـ٩٥ ألف صوت قال إنه إذا فاز برئاسة البرلمان سيخصص مكانًا لتظاهر النواب داخل مقر البرلمان.. عكاشة ليس مجرد نائب..وأيضًا ليس رجلاً خارقًا تهتز الدنيا لتصريحاته.. عكاشة طريقة تفكير وأسلوب عمل ينتهجها عدد كبير من أعضاء البرلمان الجديد.. النواب المقصودون هنا جاءوا إلى مقاعد البرلمان بالجهود الذاتية.. بعضهم بالمال.. الآخر بالاعلام.. والنوعية الثالثة قادتها الصدفة إلى الفوز.. هؤلاء جميعا يتحركون بشكل منفرد وبدون تناغم.. لاتجمعهم فكرة.. ولا يلتفون حول برنامج حزب.. والأخطر انهم مغرورون بفوزهم ويعتقد الواحد منهم بأنه حزب بذاته.. أما ديدنهم فهو الايمان بأن فرصتهم فى الظهور تكمن فى بعض المعارك الفردية وتحدى طواحين الرياح بصدور مفتوحة.. وهنا تكمن الخطورة لأن البرلمان سيتحول إلى (هايد بارك) للتظاهر والصراخ تحت القبة ـ حتى بدون المكان الذى قرر رئيس البرلمان المحتمل توفيق عكاشة تخصيصه للتظاهر ـ المشكلة التى تلوح فى الأفق ـ للانصاف ـ  ليست من صنع هؤلاء النواب وحسب.. وإنما الحكومة طرف فاعل فيها.. فمنذ البداية وحتى قبل انعقاد البرلمان قررت الدولة عجم عود النواب وتحويلهم إلى مجرد ظواهر صوتية..ألقت الحكومة بالونة الاختبار الأولى بإقالة أمين عام مجلس النواب اللواء خالد الصدر..وبحسن نية- أو بترتيب ما- انساق البعض إلى التصعيد الفردى ولجأ آخرون إلى التلويح بالاعتصام والتظاهر.. بدلًا من الانتظار لانعقاد المجلس.. البرلمان بسلطته التى خولها له الدستور والقانون يستطيع  الاطاحة بالأمين الجديد واختيار آخر بدون صدام أو ضجيج..المجلس التشريعى قوة هائلة لو يعلمون.. أما ما نراه الآن فهو تبديد متعمد لهذه القوة.. الحكومة مسحت البرلمان ولعبت دور البطل والمخرج مستغلة حالة اللاوعى وفترة السيولة قبل الانعقاد.. وأخذت اللقطة الأولى بعناية وخسر البرلمان الذى انتخبه الشعب الجولة الأولى أمام حكومة معينة من المفترض ان تذهب هى إليه تطلب ثقتها.. أنظروا ما حدث.. أعضاء مجلس النواب هم من يخطبون ود الحكومة تارة وتارة أخرى يصرخون فى الفضاء.. الفخ منصوب من الطرفين.. والضحية بالتأكيد معروفة.. والخوف ان نصل إلى برلمان بلا معنى.. يلقى على الحكومة اسهم طائشة فى المساء ويجلس مع وزرائها فى الصباح يطلب الرضى والتوقيع على الطلبات.. وإذا كانت القاعدة المنطقية تقول المقدمات تقود دائمًا إلى النتائج فإنه من المؤكد ان طريقة تكوين مجلس النواب بقانون استفاد منه المال السياسى والعصبيات فإنه من الطبيعى يأتى بنواب لا يعرفون عن الممارسة البرلمانية سوى الصراخ ثم الصراخ مع التصميم الحكومى على نزع مستمر لسلطات واسعة يتمتع بها البرلمان الحالى للوصول فى النهاية إلى برلمان ٢٠١٠ مع بعض المغامرات الفردية لتحلية البضاعة.. الأمل لايزال موجودًا رغم التوجهات الاحادية.. قد يكون ما يفعله سيف اليزل حلا بتجميع أكبر عدد من النواب تحت ما يسمى بتحالف دعم الدولة بشرط حسن النية فى تكوين أغلبية منطبطة تستطيع محاسبة الحكومة وإقالتها.. أما لو كان الهدف هو استكمال ترتيبات نزع الدسم عن البرلمان فإن الكارثة ستكون أكبر.. أما الحل الناجز فإنه يكمن فى الأحزاب السياسية خاصة الوفد ومستقبل وطن والمصريين الأحرار.. عليهم تشكيل تحالف تنضوى تحته قائمة فى حب مصر وليس العكس وتشكيل حكومة جديدة من السياسيين والتكنوقراط لتكون أول حكومة منتخبة من البرلمان وبموافقة الرئيس.. وقتها فقط قد نكون على الطريق الصحيح.. ويستقيم وضع الحكومة والبرلمان.