رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مسافة السكة

لا يخفى علينا أن الدراما تلعب دورًا هامًا في تغيير الواقع إما سلبًا او ايجابًا، فهناك أسلحة دراما شاملة تتمثل في الافلام والمسلسلات وايضًا البرامج والاعلانات، ولا يخفى علينا أيضًا ان الدراما كان لها دور هام في إعادة صياغة القوانين، فهي مصدر من مصادر التشريع، فهناك عبارة هوليوود الشهيرة: الفن الذي لا يحدث تأثيرا في المجتمع لا نستطيع أن نصفه كفن! ففيلم «جعلوني مُجرمًا» الذي كان سببًا في صدور قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة، وفيلم «كلمة شرف» تسبب في إعادة النظر فى  الحالات الإنسانية للسجناء المصريين، ومن ثمَّ تمت إعادة صياغة القوانين، واشتقاق قانون جديد يسمح للمسجون بزيارة أهله بضوابط محددة، وفيلم عفوًا أيها القانون تطرق لمسألة هامة للغاية ألا وهي المساواة ما بين المرأة والرجل أمام القانون، فتناول الفيلم المساواة بين المرأة والرجل في العقاب كما أمرنا الله في جريمة الزنا، بخلاف العديد من الأفلام التي أنصفت المرأة مثل فيلم أريد حلًا، والشقة من حق الزوجة وأفواه وأرانب الذي ناقش مشكلة تحديد النسل، فالأفلام قديمًا كانت كما من المفترض أن تكون رسالة، أي تسعى الى تجسيد الواقع وحل مشاكل الناس بطريقة واقعية ، بأن تأتي بالمشكلة ثم الحل بحيث تنقلنا من دراما لواقع، ففيلم ملف في الآداب تناول مسألة هامة، ألا وهي الحكم على البعض وزجهم في السجن ظلما، وهناك من يتم الحكم عليه براءة ولكن بعد ما تلوث ملف المظلوم، كما جسدها هذا الفيلم بكل دقة وهناك من يظل بالسجن طيلة حياته ظلما! فوردت جملة في نهاية الفيلم تصف المغزي الحقيقي من الفيلم بعد ما حصلت على البراءة: «حكم البراءة بتاعك ده مايلزمنيش، حكم البراءة بتاعك ده يبعد عني سجن الحكومة، لكن مايبعدش عني السجن اللي بره، سجن الحكومة له أول وله آخر، لكن سجن الناس لا له أول ولا آخر، الشارع هيبقى سجن، الأتوبيس هيبقى سجن، كل نظرة وكل كلمة هتتقال هتبقى نازلة زي ضربة الكرباج! حكم البراءة بتاعك مش هيرجعني مديحة الشريفة تاني، ما هم بتوع السيما قالوها زمان، شرف البنت زي عود الكبريت، الناس بتضحك، شايف يا جناب القاضي؟ كلهم فاكريني بقول نكتة، مش كلهم سمعوا حكم البراءة؟ مش مصدقين، أنا شريفة على الاوراق الرسمية وبس، لكن قدام الناس هفضل مديحة اللي ليها ملف في الآداب»، هذه هي الحقيقة فكم من ناس تم الحكم عليها براءة ولكن ما زلت في أعين الناس مجرمة! هناك قاعدة في القانون: «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ولكي يتم تفعيلها على أرض الواقع يجب أن يعامل المتهم كالبريء حتى تتم إدانته او براءته، ويجب أن يُحصن في جميع مراحل التحقيق بدءًا من التحقيق في محضر المباحث حتى النيابة، وايضًا حماية الشهود وحماية أقوالهم، فمن المهم وضع كاميرا أثناء سماع أقوال المتهمين والشهود او تسجيل أقوالهم صوتًا وليس كتابة فقط! حتى لا يتم تحريف أقوالهم. فمن الشاهد غير الله على أقوال الشهود والمتهمين! فمن يكتب أقوال المتهمين والشهود يستطيع أن يُحرف الكلام سواء بإضافة او حذف بعض الاقوال الهامة التي تثبت براءة الشخص او تُدينه! وفي نهاية الأمر يوقع صاحبه ، والتوقيع بمثابة إثبات صحة ما جاء بالمحضر على لسان قائله ولا مجال هنا لإثبات العكس الا اذا كان هناك تسجيل صوتي او كاميرا.