رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يختلف البشر فيما بينهم اختلافاً طبيعياً فى المواهب والقدرات والذكاء والمهارات كماً ونوعاً مما ينتج فروقاً فيما بينهم فى القدرة والسرعة على التعلم فى مجالات معينة مثل فهم المفاهيم النظرية وربطها أو التصور أو الذاكرة وحفظ المصطلحات ومن هذه المقدمة أنتقل إلى موضوع مقالى هذا وهو الذكاء الاصطناعي «AI» الذى يمكن تعريفه بالمجال العام الذى يغطّى كل ما يتعلق بإكساب الآلات صفة «الذكاء» بهدف محاكاة قدرات التفكير المنطقى الفريدة عند الإنسان ويمثل التعلم الآلي فئة ضمن المجال الأوسع للذكاء الاصطناعى وهو يختص بمنح الآلات القدرة على «التعلم» ويتحقق ذلك عن طريق استخدام خوارزميات يمكنها أن تكتشف الأنماط وتولد الأفكار انطلاقاً من البيانات التى تعرض عليها لتطبيقها على عمليات اتخاذ القرار والتنبؤات المستقبلية وهى عملية تتجنب الحاجة إلى برمجة الخطوات بطريقة مخصصة لكل إجراء ممكن بمفرده ومن الناحية الأخرى يمثل التعلم العميق مجموعة جزئية من التعلم الآلى وهو الفرع الأكثر تطوراً فى الذكاء الاصطناعى والذى يقرب الذكاء الاصطناعى أكثر من أى وقت مضى من الهدف المتعلق بتمكين الآلات من التعلم والتفكير مثل الإنسان قدر ما يمكن وبمعنى آخر فإن الذكاء الاصطناعى يهدف لتصميم آلة قادرة على تحقيق هدف معين بطريقة مشابهة للبشر «أو تتعدى قدرة البشر» لذلك فإن فكرة الذكاء الاصطناعى قديمة ومعقدة ولها تفصيلات كثيرة ويوجد اختلاف بين العلماء على تضمنه الذكاء الاصطناعى واختلاف على الطرق التى ينبغى اتباعها من اجل الوصول للهدف وكان هناك تفاؤل كبير قبل سبعين عاما بأنه خلال عشرين سنة سيتم فهم مضمون فكرة الذكاء الاصطناعى ولكن حتى الآن نحن بعيدون جداً عن فهمها بالشكل الكامل، والجدير بالذكر هذه الأيام أن علماء صينيين يخططون لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد للخلايا العصبية والأوعية الدموية المعقدة فى الدماغ البشرى حيث صرح «لوه تشينغ مينغ» رئيس فريق البحث ورئيس جامعة «هاينان» إن هذا المشروع الطموح يشبه التقاط صور ثلاثية الأبعاد لغابة ضخمة تضم ما يقرب من مائة مليار شجرة ليس فقط للغابة بأكملها بل أيضا لكل غصن وورقة على كل شجرة وأوضح أن الطريقة الحالية لتصوير الدماغ لا تُتيح للعلماء رؤية كل شيء لافتاً إلى أن هدف البحث الجديد تطوير طرق جديدة للحصول على خريطة عالية الدقة لنرى بوضوح كيفية اتصال الشبكة العصبية علماً بأن هذا البحث سيساعد فى تحليل آليات أمراض الدماغ ودفع تنمية الذكاء الصناعي، وبناء على ما سبق من توضيح لمعنى الذكاء الاصطناعى وفى ضوء الواقع داخل العالم العربى أقترح وببساطة بعد الأخذ فى الاعتبار أن المؤسسات التعليمية والطلاب تعتبر مصدراً كبيراً للبيانات حيث يمكن عمل أنظمة تعليمية قادرة على إدارة بيانات المدارس والطلاب فى آن واحد وحفظها على شكل قواعد بيانات ضخمة. وهذه البيانات الضخمة يمكن استخدامها فى تدريب شبكات عصبية ضخمة تستطيع تنبؤ الضعف على المستوى الفردى للطالب والنقص فى الموارد المادية والبشرية على مستوى المدارس والجامعات قبل حدوثه حيث يعتمد الذكاء الاصطناعى على البيانات الكثيرة ولذلك ستساعد مثل هذه الخوارزميات الوزارات والمدارس على اتخاذ قرارات معلوماتية «informed decisions» بخصوص مؤسساتهم مما سيزيد من جودة المخرجات التعليمية ويقلل من تكاليف هذه المدارس وعلى سبيل المثال وببساطة فإنه يمكن جمع بيانات أعداد الكتب والأجهزة واستخدامها واسترجاعها وأعداد الطلاب من المدارس على مر سنوات سابقة ثم يتم التنبؤ بالحاجة من الكتب والأجهزة فى مختلف مدارس الدولة فى الأعوام الدراسية القادمة بناء على العدد المتوقع للطلاب فى كل المؤسسات التعليمية وبذلك يتم إرسال الكمية المثالية للكتب أو الأجهزة للمدارس بدلاً من الزيادة والنقص التى تحدث كل عام وتتسبب فى تأخر استلام الطلاب لمتعلقاتهم مثل الكتب أو التابلت أو أجهزة أخرى وأخيراً أذكر أن التفاعل اللغوى البصرى بين الروبوت والأطفال يعد أحد الأساليب الجديدة التى يمكن من خلالها تعليم الأطفال مبادئ اللغة والتفاعل فذلك أصبح ممكناً بعد التطور الكبير فى الذكاء الاصطناعى فى فهم اللغة والصور.

drahmedkhalil202[email protected]