عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

لعلها مصادفة تاريخية أن يتزامن احتفال الجامعة الأمريكية بمرور 100 عام على بدء الدراسة بها فى مصر، مع احتفال مصر بمئوية أعظم وأهم حدث فى تاريخها الحديث وهو ثورة 1919 التى لا أبالغ إن وصفتها بأنها البداية الحقيقية لتأسيس مصر الليبرالية الحديثة.

والحدثان - الثورة والجامعة - لهما بصماتهما الواضحة فى حياة المصريين، فكما أن الثورة كانت هى المدرسة التى قدمت للمجتمع أجيالاً من السياسيين العظام وعلى رأسهم الزعيم الخالد سعد زغلول، كان للجامعة الأمريكية بالقاهرة إسهامها العلمى البارز الذى يُضاف للجامعات المصرية وعلى رأسها وفى مقدمتها جامعة القاهرة العريقة.

الجميل فى احتفالات الجامعة الأمريكية هذا العام أنها تجاوزت الشكل الاحتفالى الكلاسيكى واشتبكت مباشرة مع العديد من الإشكاليات والقضايا التى تهم المجتمع، باعتبارها واحدة من أهم مؤسساته البحثية التى تقوم بدور رائد على مدى قرن من الزمان.

وقد أسعدنى الحظ أن أشارك فى جانب مما يدور فى أروقة الجامعة الأمريكية بدعوة كريمة من الأستاذة الدكتورة رشا علام، نائب رئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، حيث عُقد المنتدى الإعلامى لكلية الشئون الدولية والسياسات العامة ودار حول «التحول الرقمى».. وافتتحه السفير نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق، وعميد كلية الشئون الدولية بكلمة أكد فيها أهمية مواكبة وسائل الإعلام للتقنيات الحديثة ومواجهة الأخبار المغلوطة والمفبركة، وأشار إلى ضرورة استخدام الأدوات الجديدة فى تحليل سلوك الجمهور وكيفية خلق محتوى إعلامى يليق بعقلية المستهلك ومواكب لاحتياجاته المختلفة.

أدارت الدكتورة رشا علام الجلسة الأولى حول أخلاقيات الإعلام فى العصر الرقمى، وأكدت ضرورة مراجعة التشريعات الصحفية، والتدقيق فى اختيارات النقابة ومراجعة العضوية بصفة دورية، والاهتمام بالتدريب وتفعيل مواثيق الشرف الصحفى.

وشهدت الجلسة الثانية، حول «صناعة المحتوى الإعلامى فى عصر شبكات التواصل الاجتماعى»، مناقشات مستفيضة حول كيفية تطوير المحتوى، حيث أوضحت صفاء فيصل من شبكة «بى بى سى» البريطانية ضرورة تحديث ما يتم تقديمه للناس بأسلوب مختلف من خلال تحديد احتياجات الناس، وليس مجرد ما نريد أن نقوله لهم.

وأكدت نادين عوض الله مراسل رويترز أن العمل الإعلامى لا يضحى بالدقة من أجل السرعة، وأوضح أحمد عصمت مؤسس ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام أن الأخلاقيات الإعلامية ليست مجرد مادة نظرية للحصول على درجات، بل هى مادة تتعامل مع البديهيات التى تسمح للإعلام بالاستمرار.

وكشف المشاركون فى الجلسة الثالثة التى دارت حول «الوجه الجديد للصحافة والإعلان فى عصر البيانات وأدوات التحليل» عن أن الاعلام انتقل حالياً إلى عصر ما بعد الرقمى، وهو عصر الذكاء الاصطناعى والحقائق الافتراضية والكمبيوتر الكمى.

ومن جانبى ،طرحت جانباً من التحديات التى تواجهها الصحافة فى مصر، وأشرت إلى أنها صناعة ضخمة وحساسة ولها قواعدها الاقتصادية والإدارية، حيث توجد 8 مؤسسات صحفية قومية مملكة للدولة، اثنتان منها مؤسسات خدمية وهما: وكالة أنباء الشرق الأوسط، والشركة القومية للتوزيع، بينما تقوم 6 مؤسسات بإصدار  55  مطبوعة صحفية ما بين صحف يومية ومجلات أسبوعية وشهرية وفصلية.. هذه المؤسسات يستحيل أن تستمر بوضعها الحالى ما لم يتم إجراء إصلاح إدارى ومالى وفنى فى هياكلها وتطبيق مبادئ «الحوكمة» فى إدارتها والتى تعنى فى أبسط معانيها: المسئولية والشفافية والمحاسبة فى ضوء مجموعة من الأهداف الواضحة لعمل هذه المؤسسات.

منتدى إعلام الجامعة الأمريكية كان بمثابة عملية «عصف ذهنى» شهد مناقشات ثرية تضع صُناع الإعلام المصرى فى مواجهة ما يشهده العالم من تطورات متلاحقة.

وأتمنى أن تستمر هذه الفاعليات وتتسع لتنظيم منتديات وورش عمل متخصصة أثق بأنها ستقدم حلولاً وأفكاراً مبدعة فى سوق إعلامى يتضخم ويشهد كل يوم دخول لاعبين جدد، ولن يُكتب فيه البقاء إلا للأكثر مهنية وحرفية ومصداقية وإبداعاً.

[email protected]