عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ليس من المعقول ولا المقبول أن تستخدم الحكومة أموال أصحاب المعاشات فى سد عجز الموازنة، وفى اقامة مشروعات، وفى اصلاح مرتبات العاملين فى الدولة، وتترك أصحاب المال، 9.5 مليون متقاعد، يتسولون ويعانون الحاجة هم وأولادهم.

الذى يجب أن يعرفه أعضاء الحكومة، أن أموال المعاشات تم استقطاعها من رواتب أصحابها، وأن هذه الاستقطاعات بدأت منذ الشهر الأول الذى التحق فيه بالعمل، وأن هذه الأموال لم تستقطع من العاملين فى الحكومة فقط، بل أن معظمها تم استقطاعه من العاملين فى القطاع الخاص، أقصد أن 90% من هذه الأموال ترجع ملكيتها للعاملين فى القطاع الخاص.

إذا كان البعض فى الحكومة يراهن على السنوات البسيطة المتبقية فى حياة من تقاعدوا، أقصد يعول على وفاتهم بعد سنوات بسيطة من تقاعدهم، فهو مخطئ وجاحد وناكر للجميل، لأن هذه الأموال تعد وديعة ودينا فى ذمة الوطن ككل، تم ايداعها خلال سنوات طويلة لكى يستفيد منها مودعها وأولاده من بعده.

قبل عدة سنوات، عندما رفعت الحكومة الحد الأدنى لمرتبات العاملين فى الدولة إلى 1200 جنيه فى الشهر، كتبت هنا وتساءلت: وماذا عن أصحاب المعاشات؟، من يبلغ سن الستين فى القطاع الخاص أو الحكومى يتقاضى معاشا يتراوح بين 200 جنيه وبين 1400 جنيه حسب سنوات خدمته، بينما الشاب الذى لم يخدم الوطن ساعة واحدة يصرف له راتب يتساوى مع من قضى 35 سنة فى خدمة هذا الوطن.

اليوم وبعد مرور عدة سنوات على هذه القرار، نفاجأ بأن السؤال مازال قائما، لكن مع فارق كبير وخطير، وهو أن الشاب الذى لم يخدم البلد ساعة واحدة سيصرف 2000 جنيه كراتب فى الشهر، وفى رأينا هو أقل بكثير مما يحتاجه الشاب لكى يعيش حياة آدمية، بينما من خدم وطنه 40 سنة، ذاق فيها المرار، وامتثل فيها لحكام وحكومات وسياسات فاشلة، ربط الحزام، وجلس فى عنق وقاع الزجاجة، يتقاضى 1500 جنيه كمعاش، بعد 40 سنة خدمة يتقاضى أقل من شاب يبدأ عمله اليوم بنسبة الثلث.

فى مقال الأمس شكرنا الرئيس على قراره بزيادة المرتبات، وكذلك على قراره بزيادة المعاشات من أموال الدولة، وبالأمس أيضا سألنا الحكومة: وماذا عن مديونية أصحاب المعاشات؟، متى سيتم ردها؟، وما هو أثره عوائدها على المعاشات؟.

اليوم نسأل الحكومة: هل ستعولون على ما تبقى من عمر أصحاب المعاشات؟، هل ستمولون زيادة مرتبات العاملين فى الدولة من أموال أصحاب المعاشات؟، تذكروا جيدا أن هذه الأموال استقطعها العامل من لحمه شهريا لكى يضمن له فى شيخوخته ولأسرته حياة قد تكون آدمية، وتذكروا كذلك أن عوائد هذه الأموال يمكن أن ترفع الحد الأدنى للمعاش إلى أكثر من 3 آلاف جنيه بالراحة، وتذكروا أخيرا أن أصحاب المعاشات لا يطالبون بمساواتهم فى الحد الأدنى بمرتب الخريج، فهذا ظلم لهم واستهانة بالسنوات التى أضاعوها فى خدمة الوطن، بل إن أصحاب المعاشات يطالبون بحقهم العادل فى الأموال وفوائدها وفى النسبة المترتبة عليها.

[email protected]