رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 زمننا الجميل منذ الطفولة حتى الرجولة والشيخوخة، وحصاد خمس حجات وعشر عمرات والحمد لله رب العالمين، فقد كانت طفولتنا مبكرة فى الثلاثينيات وسط مساحات فسيحة من الخضرة اليانعة، نجرى فيها ونلعب بعد خروجنا من الكُتاب، والسلام على شيخنا وتقبيل يده عند الانصراف وقد حفظنا ما شاء الله من القرآن الكريم، حتى نشبت الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩ واشتدت علينا غاراتها فى الإسكندرية مما جعل أمى المنصورية رحمها الله تأخذنا جرياً إلى محطة القطار للهجرة إلى المنصورة البعيدة عن غارات الألمان وهدم البيوت واستقبلتنا بيوت المنصورة الدافئة بالحب والحنان من الجد والخالات وانتقلنا من كتاب الشيخ للمدرسة الأولية.

 ويشاء ربنا سبحانه وتعالى أن نعود للمنصورة بعد فوات السنين العديدة حتى سنة ١٩٧٣ التى نشأت فيها جامعة المنصورة وكان من حظى أن أُلقى أول محاضرة لطلاب كلية الحقوق بعد انتصارنا العظيم فى أكتوبر بتلك السنة المباركة ولدهشتى العظمى جاءنى الطلاب بعد نهاية المحاضرة وسارع بعضهم للسلام وتقبيل يدى كما كنا نفعل مع شيخنا عبدالله رحمه الله.

وكان ذلك من طباع وأخلاق الزمن الجميل الذى زادت حلاوته عندما شاء ربنا سبحانه وتعالى أن ينتخبنى أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة رئيساً لناديهم، وكانت فرصة عظيمة لتنظيم رحلات الحج والعمرة بالمئات من الناس الطيبين وكانت تكاليف الحج لا تتعدى ستمائة جنيه تعبر عن زمننا الجميل بعدما قرأنا فى جريدة الأهرام يوم ٧ مارس الماضى عن أسعار رحلة الحج التى وصلت إلى أكثر من مائة ألف جنيه ورحم الله أياما مباركة خرجنا فيها للحج مع زوجتى رحمها الله وكنا نشترى الدجاجة المشوية بخمسة ريالات سعودية تعادل وقتها جنيهاً واحداً مصرياً، وانقلبت الآية هذه الأيام ليصبح الريال السعودى يساوى خمسة جنيهات مصرية فلا عجب إذن أن يتجاوز أداء فريضة الحج مائة ألف جنيه هذه الأيام.

وكانت بعثات حجنا فى الزمن الجميل مبروكة منذ خروج موكبنا من نادى جامعة المنصورة حتى وصولنا للأرض المقدسة وكان معنا العديد من أساتذة كلية الطب حتى أن الكثير من الحجاج الآخرين كانوا يأتون إلينا للمشورة الطبية والعلاج بالأدوية التى نحملها مجاناً، فكانت بعثتنا بحق بعثة مبروكة وزادت بركتها ببقاء فائض من النفقات فاستأذنا الحجاج لإنفاق الجنيهات الباقية لحفر أساس المسجد ثم انهالت علينا التبرعات حتى اكتمل البناء وارتفعت مئذنته الجميلة المنيرة حتى اليوم كصفحة من صفحات الزمن الجميل الذى نقلب صفحاته فى هذا المقال عندما التحق بكلية طب المنصورة طالبان سعوديان يعمل أبوهما مطوفاً للحجاج فقام بإكرامنا إذ خصص لنا بيتاً من أربعة طوابق قريباً من الحرم وكان عددنا كبيراً رجالاً ونساءً، فجعلنا إقامة نصف عدد الرجال فى الطابق الأرضى وفوقهم مباشرة طابق زوجاتهم وأمهاتهم وهكذا فى الدورين الباقيين وكانت الإقامة ميسرة وطيبة والحمد لله وما زلنا نذكر اليوم حجنا المبارك الجميل فى زمننا الجميل والحمد لله رب العالمين.