رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

الرئيس السيسى لا يلعب سياسة، ولا يعرف دهاليزها، ولا يريد بالمناسبة أن يفعل ذلك.. وأظن أن حزمة الإجراءات التى اتخذها لإصلاح أحوال الموظفين برفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات شهادة له بذلك.. فهو مثلاً لم يعلن قبلها عن مفاجآت، ولم يسوق لقراراته إعلامياً، ولم يجعلها قرارات على مرتين، مع أنه يفاصل فى كل شيء.. إلا فى هذه النقطة لم يفعل!

ويبقى السؤال الأهم: لماذا لم «يفاصل» الرئيس فى عملية الزيادة؟.. ولماذا جعلها مرة واحدة وليس مرتين؟.. كأن يجعلها مرة الآن، ومرة فى نهاية العام.. هذا التصرف كاشف لطبيعة شخصية الرئيس.. فهو يريد أن يرسل رسالة أنه لن يتأخر عن دعم المواطن والوقوف بجانبه.. وهو يشعر بالامتنان أنه تحمل وصبر عليه حتى عبر بالوطن من أزمة لأخرى!

وقد ضايقتنى حكاية «جبر الخواطر» التى تحدث عنها البعض.. فالشعب لا يتسول، والرئيس لا يمن على الشعب.. إنه شعور بالمسئولية، وهو لم «يحنّس» المصريين.. ولم يجعلها قصة فى الإعلام حتى ننشغل بها.. إنما فاجأنا دون أن ننتظر.. وهكذا هى المسئولية.. وهى تفوق حكاية جبر الخواطر بالطبع.. الآن يستطيع الرئيس أن يعطى ولكن من ناتج الإصلاح!

وبالتالى فإن الزيادة التى تقررت بقرار رئاسى، «دالة» على تحسن الوضع الاقتصادى.. وهى أيضاً شهادة للرئيس والحالة الاقتصادية.. وهى تعبير عن شهادات دولية فى حق مصر.. وهى كاشفة عن جهد وعمل على مدى دورة رئاسية كاملة.. وأعتقد أن الرئيس الذى دعا الناس لبذل العرق والدموع، هو نفسه الذى سيبذل ما فى وسعه لإسعاد هذا الشعب الذى تحمل معه!

ولا شك أن الترقيات والعلاوات الاستثنائية ومعدل الزيادة الذى حدث «غير مسبوق» على الإطلاق.. صحيح أنه «حد أدنى للحياة» كما وصفته، لكنه أقصى ما كان يستطيع الرئيس أن يقدمه، ولو استطاع أكثر لفعل بضمير مرتاح.. ولذلك فلا أستبعد أن يكررها الرئيس بعد فترة، حينما تُظهر المؤشرات تقدماً ملموساً فى الاستثمار، أو دخل مصر من «حقول الغاز»!

فهناك نقطة جوهرية راسخة فى «وجدان الرئيس» لم يعبر عنها أبداً، ولم يقترب منها الإعلام.. وهى مسألة «توزيع الثروة» على المصريين.. فقد كانت الآية مقلوبة قبل الثورة.. كانت الثروة فى يد شريحة محدودة من الناس.. وكانت فى يد طبقة ضئيلة.. وما حدث أن السيسى أخذ من هذه الطبقة ووزع على سكان العشوائيات أولاً.. ثم بعد ذلك انطلق إلى المجتمع كله!

قلت إن الرئيس لا يلعب سياسة، ولا يعرف طريقها.. ولو كان يعرفها لانتظر حتى نطلب.. إنما هو لا ينتظر، وهذه ميزة تدل على وطنية جارفة، وكلما أتيح له سيفعل دون طلب.. فقد استبق رغبات  الناس بقرارات إيجابية.. وهناك فرق كبير بين موقفين «مش قادر يدّى، ومش عاوز يدّى»!