رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

الخميس الماضى هبطت بسلام طائرة الأحلام على أرض مصر.. هبطت تحفها فرحة ليس العاملين بمصر للطيران ولا الطيران المدنى فقط ولكن كل المصريين بوطنهم الذى عبر وتخطى كل الآلام والتحديات التى وضعها أعداء الوطن... آمال ودعوات المصريين هى لسان حال أى إنجاز على أرض الحبيبة مصر.. فشركتنا الوطنية مصر للطيران جزء لا يتجزأ من هذا الوطن وعبورها لعثراتها والتحديات التى كانت تلاقيها منذ يناير 2011 وحتى وقت قريب هو فخر لكل المصريين.

يا سادة.. أن «مصر للطيران» ليست شركة طيران وطنية ولكنها هى رمز لهذا الوطن وفى قلب وذهن المصريين وهى جزء من تاريخ هذا الوطن، أنهم سبعة وثمانون عاماً من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل أنحاء العالم، وعبر 87 وجهة تتوجه إليها..87 عاماً استطاعت أن تحقق للدولة أهدافًاً لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من 34 ألف مصرى هم حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام.. ومازلت قادرة على تحقيق هذا الهدف فتعيين 380 طياراً ليس ببعيد، وعلى مستوى التطوير طورت أسطولها وعبرت خسائرها وحولت بنود صرفها إلى بنود إنتاج.

يا سادة.. على مر تاريخ مصر للطيران منذ نشأتها وحتى الآن  مرت بالعديد والعديد من الإنجازات والتحديات، ولكن تظل الأعوام الأخيرة سنوات فارقة فى تاريخ شركتنا الوطنية، حيث سبق هذه الأعوام سنوات عجاف عاش فيها الوطن والشركة تحديات غير مسبوقة عقب ثورتين قام بهما الشعب المصري ومؤامرات وتحديات وأصرت القيادة السياسية على تجاوزها وعبورها إلى آفاق أرحب وإنجازات تسجل فى تاريخ الشعب المصري الأبى لتظل شاهدة على عزم وإرادة حيرت وما زالت تحير العالم.

ولمصر للطيران حالة خاصة، فلأول مرة في تاريخ الشركة تضعها القيادة السياسية نصب أعينها وتتابع نجاحاتها ويهدى الرئيس السيسى القطاع 5 مطارات.. ويجلس بنفسه مع رئيس شركة بوينج خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، ليطمئن على صفقة وطنه وتعليماته دائماً بتقديم الدعم الكامل للطيران المدنى وشركتنا الوطنية.

وفى صفقة تعد هى الأولى فى تاريخ الشركة الوطنية ولقبت بـ«صفقة القرن».. ليس لكثرة عدد الطائرات وقيمة الصفقة ولكن لكونها تمت فى عهد محفوف بالتحديات والمخاطر... ففى وسط سوق تنافسى لا يرحم وشركات طيران تدعمها دولها بمئات المليارات من الدولارات ومخاطر وتهديدات بأن نخرج خارج سوق المنافسة أو نطور أنفسنا.. وسط كل هذه التحديات.. وقعت الشركة الوطنية مصر للطيران برئاسة صفوت مسلم الرئيس السابق لها وفى عهد وزير الطيران السابق شريف فتحى.. صفقة طائرات تضم 45 طائرة بقيمة 6 مليارات دولار لتطوير أسطولها كاملاً.. تطوير شبكة خطوطها الداخلية والإقليمية «إكسبريس» بـ24 طائرة من شركة «بومباردييه الكندية» بقيمة 2.2 مليار دولار.. أما على شبكة خطوطها الدولية فقد تعاقدت على 21 طائرة من طراز إيرباص وبوينج من بينها 6 طائرات من طراز «بوينج دريملاينز» أو «طائرة الأحلام» وسميت كذلك لاحتوائها على محركات مجهزة بأحدث التقنيات من قبل شركتى ورولز وجنرال اليكتريك، حيث تسمح قوة المحرك بقطع المسافات بعيدة المدى بين 14.800 إلى 15.700 كلم بدون توقف فى أحد المطارات فهى طائرة مدنية نفاثة ذات الحجم المتوسط.

ورغم التحديات التى واجهت إنجاز تلك الصفقة إلا أن القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى أصرت إصراراً بالغاً على إتمام الصفقة رغم العثرات التى كانت تواجه الشركة ونزيف الخسائر الذى وصل إلى 20 مليار جنيه قبل تولى الفريق يونس المصرى هذا المرفق الحيوى لتتخطى الشركة ولأول مرة خسائرها، ويعلن الطيار أحمد عادل رئيس القابضة لمصر للطيران الحالى أن نتائج أعمال الشركة القابضة وشركاتها التابعة والتى حققت نتائج إيجابية وملحوظة، حيث بلغ صافى الأرباح المجمع 951 مليون جنيه عن الستة أشهر الأولى من العام المالى 2018-2019 وذلك يمثل أضعاف ما تم تحقيقه عن نفس الفتره للاعوام 2009-2010.. وذلك وفق خطة لترشيد النفقات وضعها الفريق يونس المصرى لوقف نزيف الخسائر وتحويل الخسائر إلى أرباح بفضل جهود المخلصين بهذا القطاع.

ويوم الخميس كانت مصر والطيران المدنى على موعد مع فرحة من نوع خاص عندما هبطت طائرة الأحلام على أرض مطار القاهرة حاملة معها آمال وأحلام المصريين بمستقبل أفضل وكان فى استقبالها رئيس القابضة لمصر للطيران وجميع قيادات الشركة، حيث حرص الفريق الإنسان يونس المصرى أن تكون اللقطة الأولى لهذا العرس لأبناء مصر للطيران وتوارى خلف الصورة يبارك ويهنئ ويحفز أبناء مصر للطيران والطيران المدنى على مزيد من الجهد والإنجاز من أجل وطن نعيش فيه أكثر مما يعيش فينا.

وكانت كلمات الفريق يونس المصرى.. إيماناً بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى هو من وراء قصد السبيل لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البذل والعطاء والتضحية بالنفس فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. حينما قال بفضل الله وبجهود العاملين في قطاع الطيران المدني سنصنع المزيد من النجاحات التي من شأنها الارتقاء بهذا القطاع الحيوي ويعد هذا اليوم مميزاً لمصر للطيران وقطاع الطيران المدني بصفة عامة فتحديث الأسطول المدني المصري هو ضمن خطة التنمية المستدامة للوطن 20-30 التى وضع خطوطها.الرئيس السيسى... مؤكداً فرحته بسعي مصر للطيران المستمر لتعزيز معايير الخدمة المتطورة من خلال تقديم طائرات البوينج 787 الجديدة إلى أسطولها لتواصل ريادتها وتميزها في كافة جوانب عملها في قطاع الطيران المدني».

همسة طائرة... يا سادة... فى كل يوم يمر من عمر هذا الوطن يضىء المخلصون فيه شمعة امل وعمل وإنجاز.. لتكون نبراس أمل وخارطة طريق لكل يائس إن الغد أفضل بإذن الله.. وشمعة طائرة الأحلام هذه المرة هى رمز لأحلام وطموحات المخلصين بالطيران المدنى بأن يحلق الوطن والقطاع فى سماء العالمية رغم أى تحديات ولكن الإيمان بالله والثقة فى قدرات أبنائه هى أحلام اليقظة لواقع أفضل لوطن أعظم.. فمبروك لمصر وشركتنا الوطنية والطيران المدنى وصول طائرة الأحلام إلى أرض السلام مصر.