رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لفت انتباهي بشدّة خبر طالعته في أحد المواقع الصحفية الإلكترونية عن قيام إحدى شركات التطوير العقاري بمصر بتكريم موظفيها تكريما مثيرا للدهشة والإعجاب خاصة بمجتمعنا المصري.

في حركة لطيفة أدخلت السرور في نفوس موظفيها، قامت الشركة بوضع لوحات إعلانية ضخمة بالشوارع والميادين بالقاهرة والجيزة، نشرت فيها صور الموظفين المتميزين مع عبارات الشكر الموجهة لهم عما بذلوه من جهود مخلصة لشركتهم.

الغريب في الموضوع أن الشركة ابتكرت أسلوبا جديدا لتحفيز العاملين، لم يأت أحد به قبلها، فكرّمَت موظفيها تكريما معنويا يليق بهم عرفانا منها بجهودهم طوال السنة ليس فقط داخل حدود الشركة بل انطلقت لتبث تكريمها لهم خارج أسوار الشركة، ليس لجمهور الشركة فقط بل للناس عامة.

وكلنا نعلم بالتأكيد التكلفة المادية الكبيرة للوحات الإعلانية الضخمة المعلقة في السماء، فتكبدت الشركة تكاليف باهظة فقط لتكريم المتميزين لديها معنويا، وذلك لتأكيد مقولة أن العنصر البشري هو أساس العملية الإنتاجية، وأن بدونه لن تصل إلى الـ target ولن تحقق أي أرباح.

والمُبهج في الفكرة أنها ارتكزت على قيمة، أعتبرها من بين أساسيات عملية التطوير الإداري، ذلك إن أردنا حقا تطويرا إداريا سليما، ألا وهي قيمة التقدير والتحفيز المعنوي للأفراد.

والتقدير المعنوي أعتبره أهم من التقدير المادي، ولا أقلل قط من قيمة التقدير المادي، فهو هام أيضا خاصة للمبدعين والمبتكرين وأصحاب الأفكار المربحة، والتي من الممكن أن تجني أفكارهم أرباحا بالملايين، ولكني أرى أن يكون التقدير المعنوي جنبا إلى جنب مع التقدير المادي، بل وأكثر أيضا، فالتحفيز والتشجيع للمتميزين، يجب أن يكون طول الوقت وليس فقط وقت جني الأرباح، خاصة أن التقدير المعنوي في الغالب لا يُكلف ماديا الكثير، ولكن له مفعول السحر في تحقيق الكفاءة في الأداء وبالتالي الزيادة في الإنتاج.

وتأثير التقدير المعنوي على الأفراد أعمق وأشد تأثيرا، ويمكث في نفوس الأفراد فترة أطول، وتجعلهم يبذلون قصارى جهدهم في سبيل رفع اسم الشركة والتي لم تبخل عليهم بأي شيء، وتتخذ التحفيز منهجا لها في التعامل معهم.

ويكون التحفيز المعنوي بتوجيه الشكر للمتميزين على تميزهم، أو أن يقوم المدير بدعمهم للوصول بمستواهم للأفضل، عرض نقاطهم الإيجابية أمام الجميع للتعلم منهم، تبني أفكارهم المتميزة وتعظيمها والعمل على تيسير السبل لتطبيقها لمصلحة العمل، تشجيعهم على فكرة التطوير في حد ذاتها، اكتشاف الموهوبين والمبدعين منهم وتقديرهم وجعلهم قادة يصدرون إبداعهم لغيرهم من الأفراد لخلق جيل متطور. وبالطبع لا يلتزم الكثير والكثير من المديرين بهذا النهج، وقد لا يعني البعض من الأساس، الاهتمام بالموظفين أو حتى الاستماع لهم واكتشاف الموهوبين منهم.

وإن أردنا تطويرا إداريا حقيقيا في كل قطاعات الدولة ينعكس أثره على المواطن، يجب وضع سياسات التحفيز والتشجيع ورعاية الموهوبين وتعظيم المتميزين وتقديرهم من بين الاستراتيجيات الأساسية لكل قطاع، وجب تنفيذها على أرض الواقع وليست مجرد شعارات، ولا تُترك لرغبة أو إرادة أو شخصية المدير، إن شاء فعلها أو لا، ولكن تصبح استراتيجية تلتزم بها كل مؤسسة أو هيئة أو شركة. 

[email protected]